آخر تحديث :الإثنين-02 يونيو 2025-04:46م

وللجنوب مرجعياته وخياراته وثوابته الوطنية والتاريخية

الأحد - 01 يونيو 2025 - الساعة 03:12 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب

في ضوء الحديث المتكرر والممل والمستفز من قبل رموز وشخصيات في الشرعية اليمنية – المعترف بها دوليا – وتأكيدهم الدائم وتمسكهم الثابت بالمرجعيات المعروفة؛ فإن الضرورة تقتضي وبصورة عاجلة وملحة لإجراء نقاشات جدية ومسؤولة ومعمقة داخل الهيئات القيادية المختلفة للمجلس الانتقالي الجنوبي؛ يعكس ويبلور الموقف السياسي الواضح الذي أحتوته كل وثائقه؛ وما تضمنته الوثيقة التاريخية غير المسبوقة في تاريخ الجنوب السياسي؛ والتي تمثلت بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي؛ الذي لم تتم بلورته وبالصورة المطلوبة مع الأسف.


وبما يضع الناس بصورة ما يجري من حولهم ويوضح لهم موقف ورؤية الانتقالي ومن كل الجوانب التي يعتمدها طريقا للحل؛ والبعيدة عن قيود المرجعيات الخاصة بالصراع حول السلطة في صنعاء بما في ذلك قضية الإنقلاب؛ والذي يبدو بأنه لم يعد يحمل من مضمونه على الواقع إلا صفته الشكلية عند أكثر من طرف – داخليا وخارجيا – ( إنقلاب ) بل أن البعض قد أسقط هذا التوصيف من قاموسه نهائيا.


وهو ما يتطلب الخروج عن المعتاد في التعاطي مع هكذا مواقف معلنة بشأن الجنوب وحل قضيته الوطنية؛ وإعتماد خطاب سياسي وإعلامي جديد شكلا ومضمونا وبما يرتقي إلى مستوى التحديات والمخاطر؛ ووضع حد للخطاب الهادف للإرباك وخلط الأوراق؛ والذي يروج لمرجعيات ( صنعاء ) للحل القادم؛ وهو المرحل والمؤجل إلى زمن غير معلوم – وربما قد لا يأتي أبدًا – ووفقا لأهداف القوى المعادية للجنوب وقضيته؛ وتأثير ذلك سلبا على الرأي العام الجنوبي.


ووضع آلية وطنية فعالة وشاملة تعتمد على التوافق الوطني؛ بغية تحقيق أهداف شعبنا وجعلها ممكنة وبأقل الخسائر؛ بالإعتماد على إرادة شعبنا الوطنية الحرة؛ وعلى وحدة وتماسك الصف الوطني الجنوبي.


وهذا لن يتم في تقديرنا وبنجاح إلا عبر محطة وطنية جامعة وتحت أي مسمى يتم التوافق بشأنه وبأقرب وقت ممكن؛ ففي ذلك يكمن الطريق المضمون والآمن لإنتصار الجنوب لقضيته وبلوغها المأمول إلى محطتها الأخيرة.


ولا شك بأن أحد أهم عوامل النجاح يعتمد وعلى نحو إستثنائي على إستكمال بناء المؤسسات العسكرية والأمنية؛ وبالتوازي معها إستعادة وبناء مؤسسات الدولة المختلفة التي تعرضت للتدمير والإهمال وفي كل القطاعات المنتجة وفي طليعتها تشغيل مصفاة عدن وبصورة لا تقبل التأجيل؛ وفي مجال الخدمات الحيوية وأهمها الكهرباء؛ وكذلك الحال على صعيد البنى التحتية المختلفة.


ولابد من الإشارة والتأكيد هنا على أهمية وضرورة الإقدام على بعض الخطوات الوطنية الإستباقية المناسبة؛ قبل أن تذهب الأمور بعيدا ويتعثر مشروعنا الوطني الجنوبي أو يولد مشوها؛ أو على مقاس وأهواء أعداء الجنوب ومخططاتهم التآمرية