من عجائب السياسة في اليمن أن مصطفى النعمان نائب وزير الخارجية سليل أسرة المناضل السبتمبري والقائد أحمد محمد النعمان الذي تم تهميشه بعد قيام الجمهورية لسنوات لأنه لا ينتمي إلى نخبة الهضبة لا يترك مناسبة إعلامية دون التسويق والتبرير لاستمرار سلطة الحوثي التي ضربت النظام الجمهوري عرض الحائط
في مقابلة سابقة مع محطة أمريكية حذر النعمان الأمريكيين من استمرار ضرب الحوثي والقضاء عليه لأن ذلك سيؤدي إلى فراغ في مناطق سيطرة الحوثي ولن تتحرك الشرعية لسد هذا الفراغ بل القاعدة وداعش
واليوم في مقابلة جديدة يحذر السعودية من أنه إذا لم تضرب الجنوبيين فقد تتحالف الشرعية مع الحوثي
ماذا بقي حتى يقتنع الجميع أن هذه المواقف المتكررة لابن النعمان تبين انسجامًا كاملًا مع الخط السياسي للحوثي رغم اختلاف المواقع الحكومية
في الذاكرة الإقليمية تجربة مريرة للجيش المصري الذي دعم ثورة سبتمبر بالمال والرجال والسلاح وقدم أكثر من ثلاثين ألف شهيد وفي النهاية اكتشف أن جزءًا مهمًا من من دعمه باليمن كانوا جمهوريين في النهار وملكيين في الليل وكانوا سببًا في جزء كبير من هذه الخسارة المصرية الفادحة
يبدو اليوم أن ابن النعمان ومعه عدد معتبر من قيادة شماليي الشرعية كما أعلن هو بذلك في الطريق لتكرار نفس الموقف السياسي المشكوك فيه وهذه المرة مع السعودية بما في ذلك إمكانية عودة التحالف مع الحوثي ومعسكره الإيراني بعد عشر سنوات من الدعم السعودي والعربي لهم بالمال والرجال والسلاح للقضاء على الانقلاب الحوثي
الله يعوض مصر عن خسارتها بسبب وقوفها الصادق معكم ذات يوم ويا بخت السعودية بصحبتكم وتحالفها معكم والرهان عليكم
