1. إن تغيير قوات المنطقة العسكرية الأولى قرار متفق عليه منذ عدة أشهر في مجلس القيادة الرئاسي ومع اللجنة الرباعية، بحسب المعلومات التي تكشفت تباعًا بعد عملية التغيير، ولم يكن ذلك تصرفًا فرديًا من المجلس الانتقالي الجنوبي.
2. جاء الإجماع على هذا القرار بعد تأكد الجميع، وبالشواهد الملموسة، أن هذه القوة الكبيرة ترفض القيام بأي وظيفة وطنية، بما فيها دعم الجبهات ضد الحوثي بالقوات أو السلاح في مأرب أو الجوف أو حجور بحجة، وذلك منذ أيام الرئيس هادي.
3. وبالمقابل، توفر هذه القوة المأوى والسلاح للجماعات المتطرفة أو تدعم الاحتراب الداخلي بين الجنوبيين كما حصل في مواجهات 2019.
4. كان النشاط الأكثر أهمية لها هو تأمين خط الإمداد اللوجستي لسلطة الحوثي، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، وآخرها تسهيل مرور مسلحين من مناطق الحوثي حتى محافظة المهرة للضغط لإخراج قيادي حوثي كان محتجزًا هناك.
5. لهذه الأسباب، توافق الجميع على إخراج هذه القوات من مواقعها، ولا توجد القوات الكافية في حضرموت والمهرة للقيام بهذه المهمة وحدها، فتحركت عدة ألوية من القوات الجنوبية من عدن حتى أطراف حضرموت تحت سمع ونظر الجميع دون أي اعتراض.
6. أنجزت القوات الجنوبية الجزء الأول من هذه المهمة، وبدأت في تسليم بعض المواقع للنخبة الحضرمية، ولاستكمال ذلك يستدعي الأمر بعض الوقت للتأكد من تفكيك شبكات التهريب الحوثي والمجموعات المتطرفة. وخلال هذه الفترة تستكمل حضرموت بناء قوات إضافية من أبنائها لملء الفراغ الذي تركته قوات المنطقة الأولى.
7. تشبه هذه المهمة كثيرًا ما تم في محافظة شبوة قبل سنوات عندما أُخرج الحوثي من مديريات بيحان، وتبع ذلك بناء متواصل لقوات دفاع شبوة حتى أصبحت اليوم في مستوى عالٍ وواسع في التصدي للمهمة الأمنية وحماية حياض شبوة من الساحل إلى الصحراء.
8. هذا هو جوهر التغيير وحقيقة مهمة القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة، ولن تسلَّم الراية فيها بعد اليوم إلا لأهلها.
9. وفي الوقت نفسه، لم يصدر من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلًا بنوابه الثلاثة، أي تصريح رسمي يعلن شيئًا خارج ما تم الاتفاق عليه مع شركاء السلطة الشرعية في هذه المرحلة.
10. وعليه، فإن تنفيذ المهمة بنجاح يجعل من تواجد القوات الجنوبية في أي محافظة من محافظات الجنوب حقًا مشروعًا، وأن الدعوات الهستيرية لإخراج القوات الجنوبية من المحافظات الجنوبية في حضرموت أو المهرة أو حقول نفط شبوة، وفي الوقت نفسه مطالبة هذه القوات بالالتزام بالذهاب لقتال الحوثي خارج حدود المناطق الجنوبية، هي دعوات لا يقبلها منطق ولا تستقيم في أي حسابات منصفة لكل ما يجري.
11. أخيرًا.. إن خروج المطالبات الشعبية في كل ميادين الجنوب هو ردة فعل طبيعية تجاه الحملة الموجهة ضد القوات الجنوبية، وإصرار بعض الأطراف السياسية على ترك فراغ أمني وعسكري متعمد في حضرموت والمهرة بعد خروج ألوية المنطقة العسكرية الأولى. وستستمر هذه الحشود الشعبية بقوة كلما تيقن الجنوبيون بعدم وجود حليف أمين معهم في هذه المرحلة من بقية الأطراف السياسية الموجودة في الساحة.