آخر تحديث :الجمعة-05 ديسمبر 2025-02:24ص

قراءة في مشهد وادي حضرموت: تفاهمات سياسية وتموّيه عسكري مهّد لسقوط المنطقة الأولى

الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - الساعة 01:44 م

م.مسعود أحمد زين
بقلم: م.مسعود أحمد زين
- ارشيف الكاتب

الحمد لله رب العالمين.

سارت الأمور في وادي حضرموت بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية.


1. من الواضح أن تفاهمًا سياسيًا حول تقاسم النفوذ الإقليمي في المنطقة قد تم، وتحديدًا بعد الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة. هذا التفاهم وفّر الغطاء السياسي للتحركات والتغييرات العسكرية التي يشهدها الوادي خلال اليومين الماضيين.



2. نجحت القوات الجنوبية في استخدام ورقة بن حبريش كتمويه لتحريك ثمانية ألوية من قواتها من عدن حتى أطراف حضرموت دون أي عراقيل تُذكَر، بل على العكس، حدثت موجة تأجيج إعلامي بدت وكأنها تشجع على معركة طاحنة بين الأطراف الجنوبية داخل حضرموت. هذا السيناريو كان مصدر قلق كبير، ولذلك جاءت التحذيرات المبكرة من خيار التصعيد العسكري.



3. هذا التمويه نجح في إحباط أي فرصة لقوات المنطقة العسكرية الأولى لاستجلاب إمدادات من الجهات التي دعمتها منذ عام 2015 في تأمين خط لوجستي مهم يمتد من البحر العربي مرورًا ببرّ عمان وحتى داخل صنعاء.



4. اتضحت الصورة مساء الاثنين الماضي بأن هدف القوات الجنوبية هو إسقاط المنطقة العسكرية الأولى، وترك ملف الخلاف الحضرمي–الحضرمي للمعالجة الداخلية، مع وجود إسناد عسكري جاهز للنخبة الحضرمية. وبناءً على ذلك، تحركت القوات الجنوبية باتجاه العاصمة سيئون من محورين: الشرقي عبر مفرق تريم–سيئون، والغربي عبر مفرق بن عيفان.



5. كان سفر وزير الدفاع، الفريق الداعري، يوم أمس في مهمة خارجية روتينية مؤشرًا واضحًا لانتهاء أي غطاء سياسي للقوات التي قد تقرر المقاومة في المنطقة الأولى. كما أن استكمال قوات دفاع شبوة السيطرة على آخر معسكر في أطراف شبوة مع مأرب اليوم يُعد مؤشرًا آخر على انقطاع أي خط إمداد عسكري محتمل للمنطقة الأولى من جهة مأرب. وما تبقى بعد ذلك مجرد تفاصيل ميدانية.



6. على المستوى الاستراتيجي، ما يحدث اليوم هو استكمال انتشار القوات الجنوبية في معظم مناطق الجنوب، وفي الوقت ذاته قطع أحد أهم خطوط الإمداد اللوجستي التي استفاد منها الحوثيون منذ بداية الحرب.