كتب/عبدالرقيب يسلّم أحمد الكلدي
لم تكن مليونية سيئون فعالية عابرة، بل محطة سياسية مفصلية أكدت أن حضرموت حاضرة بوعيها وثقلها في صميم المشروع الوطني الجنوبي، ومتمسكة بحقها في مستقبل آمن وعادل ضمن إطار سياسي جامع.
وقد عبّرت الحشود الشعبية عن التفاف أبناء حضرموت حول قيادتهم السياسية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه الحامل الحقيقي لإرادة الجنوبيين، والقادر على تمثيل تطلعاتهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة في مختلف الاستحقاقات.
وفي رسالة سياسية بالغة الدلالة، طالبت المليونية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي بتتويج مسار الانتصارات والمكتسبات الجنوبية بخطوة تاريخية تتمثل في إعلان استعادة الدولة الجنوبية، باعتبارها التعبير الطبيعي عن تضحيات شعب الجنوب وإرادته الحرة.
كما أسقطت المليونية محاولات عزل حضرموت عن عمقها الجنوبي أو توظيفها في صراعات لا تخدم أبناءها، مؤكدة أن الوعي الشعبي أقوى من مشاريع التضليل، وأن الخيار الجنوبي خيار راسخ لا يقبل المساومة.
إن هذا الزخم الجماهيري يعكس إيماناً راسخاً بمشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية المدنية، القائمة على الشراكة والعدالة والتوازن، بما يضمن الاستقرار ويحفظ خصوصية كل محافظة.
لقد كانت مليونية سيئون موقفاً سياسياً مسؤولاً بقدر ما كانت صوتاً جماهيرياً عالياً، عبّرت من خلالها حضرموت عن موقعها كشريك فاعل في صياغة مستقبل الجنوب واستحقاقاته الوطنية.
