آخر تحديث :الخميس-25 ديسمبر 2025-12:14ص

عن أي وحدة ودولة يتحدثون؟

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - الساعة 10:37 م

عميد/صالح قحطان المحرمي
بقلم: عميد/صالح قحطان المحرمي
- ارشيف الكاتب

منذ حرب 94م وحكام صنعاء يرفعون شعار «الوحدة أو الموت» ويتباكون اليوم على وحدة هم أنفسهم من سحقها تحت جنازير الدبابات التي اجتاحت الجنوب وحوّلت الجنوب الشريك في الوحدة إلى أرض منهوبة وشعب مقهور يرزح تحت الظلم والاستبداد

فالجنوب لم يُعامل كشريك في وطن بل كغنيمة حرب تُدار بالقمع والإقصاء وتدمير سبل العيش وما تزال آثار ذلك حاضرة حتى اليوم في الخدمات والأمن والاقتصاد وفي كل معاناة شعب الجنوب الذي عانى ولا يزال يعاني حتى اليوم

ومع أنهم دفنوا الوحدة وأشبَعُوها موتًا إلا أنهم لا يزالون يرددون شعار «الوحدة أو الموت» في وقت لا يمتلك فيه بعضهم حتى غرف نومهم في صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثي بينما الشرعية نفسها لا تسيطر في الشمال سوى على مديريتين وأغلب قياداتها متنقلة بين عدن والرياض والقاهرة وتركيا

فعن أي وحدة يتحدثون؟

أما الحديث عن «الدولة اليمنية» فيبدو أكثر تناقضًا فالجهات التي تطالب الآخرين بالالتزام بالدولة هي ذاتها التي سلّمت مؤسساتها وجيشها وأمنها للحوثي وقسّمت اليمن إلى كانتونات دولة الحوثي في صنعاء دولة مأرب دولة المخا دولة تعز إلخ تتنازع فيها القوى والنفوذ دون وجود دولة واحدة يمكن الرجوع إليها أو الامتثال لها

وبهذا المشهد يبرز سؤال «عن أي دولة يطالبون الناس بالخضوع لها؟» سؤالًا مشروعًا يعكس عمق الأزمة اليمنية وتعدد سلطاتها وتآكل مؤسساتها وكأن الأولى بمن يطالبون الجنوبيين بالبقاء في الوحدة أن يوحّدوا الشمال قبل أن يطالبوا الجنوبيين بالالتزام بدولة الوحدة التي لا وجود لها على الأرض وأن يستعيدوها من الحوثي ويستعيدوا عاصمتها صنعاء التي ومنذ أكثر من عشرة أعوام وهم يرفعون ويرددون شعار «قادمون يا صنعاء» دون أن تتقدم هذه الشرعية خطوة واحدة نحوها

فعن أي وحدة وعن أي دولة يتحدث أمثال هؤلاء؟

/عميد صالح قحطان المحرمي

24 ديسمبر 2025م