آخر تحديث :الجمعة-26 ديسمبر 2025-12:52ص

التناقض الأخلاقي: نخب اليمن تسعى للتحالف مع الحوثي

الخميس - 25 ديسمبر 2025 - الساعة 11:07 م

صالح الدويل باراس
بقلم: صالح الدويل باراس
- ارشيف الكاتب

لو أن تصريح النعمان صدر عن ناشط جنوبي وليس عن مسؤول في المجلس الانتقالي، بأن التحالف مع الحوثي ليس خيارًا بل من خيارات الانتقالي، فكيف ستتعامل الأحزاب والإعلام والدواشين في اليمن والجوار سياسيًا وإعلاميًا؟

بصوت واحد سيقولون:

"اللهم إنا نبرأ إليك من الانفصاليين وبقايا الاشتراكيين الذين عرقلوا تحرير صنعاء، والذين لا تعنيهم عقيدة ولا عروبة. أما نحن، فأهل اليمن، الإيمان والحكمة وأصل العرب، سنظل رافضين للحوثي، فهو عدو العقيدة والعروبة والجوار، وسبب كل المصائب والمعاناة مهما تغيرت الأحداث وتبدلت الأوضاع."

ويضيفون في مخيلتهم:

"فهل من حدث أعظم من يوم القيامة؟ وقتها سنقف بين يدي الله عز وجل ونشكوا عبدالملك الحوثي والانفصاليين قائلين: يا رب، هذا الرجل تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون يمني، وحلفاؤه الانفصاليون سببوا تمزيق وطننا وإغراق شعبنا في الحرب والجوع والتشريد."

هكذا سيغردون ويكتبون ويتباكون.

وفي الأقوال الشعبية يقولون: "لليهود ذبّاح واحد"، وذبّاح نخب اليمن الحزبية والعسكرية والقبلية والإعلامية... قبيلي عصبوي أو سَيِّد طائفي.

ولمّا لم يئسوا من عودة العصبوي "علي محسن"، جاء تصريح النعمان لقناة "العربية" بالتحالف مع الحوثي ضد الجنوب، فأسقط تصريحاته الشرعية اليمنية، وخالف قرارات مجلس الأمن، وتصنيف الحوثي منظمة إرهابية، وألغى مشروعية تدخل التحالف العربي في اليمن، وكشف استعداد بعض اليمنيين—سلطة ونخبًا وأحزابًا—للتحالف مع مليشيات الحوثي لإعادة احتلال الجنوب.

الهدف واضح: ابتزاز التحالف، وبالذات المملكة العربية السعودية، إما تسليم الجنوب وضمان احتلاله، أو التحالف مع الحوثية والصفوية والبابكية والقرمطية والنخاوله والمكارمة والمثلية وغيرها… المهم بالنسبة لهم هو الجنوب.

أمام تصريحات النعمان، صمت الكثيرون في تناقض أخلاقي ونفاق وكذب، فلم يتصدَ أحد لتفنيدها، بل وصفه البعض بالجمهوري الشجاع، وآخرون قالوا إنها زلة لسان. ظلوا يكذبون أنهم ضد الحوثي ومليشياته والصفوية وإيران، ولكن لما تأكدوا أن المارد الجنوبي انطلق، انكشفوا؛ فغازلوا الحوثي جهارًا للتحالف معه ضد الجنوبيين وضد الجوار والعروبة والعقيدة.