كتب/م. عبدالقادر السميطي
في حياتنا اليومية نرى أن كل نارٍ تشتعل تنطفئ مع الوقت، مهما كانت قوتها، ومهما التهمت من الأخضر واليابس، فلا بد أن يأتي يوم تصبح فيه رمادًا تذروه الرياح.
لكن هناك نارًا واحدة لا تنطفئ ولا تخفت ولا تهدأ، بل تزداد اشتعالًا كلما مر الزمان… إنها نار الشوق، نار الحنين إلى وطنٍ آمنٍ، مستقرٍ ومزدهرٍ.
نار الشوق هذه تسكن في قلب كل إنسان يمني؛ من المغترب في بلاد الاغتراب، ومن العامل في ورشته، والمزارع في مزرعته، والمعلم في مدرسته، والطبيب في مستشفاه، والجندي في ميدانه ومعسكره ومترسه، والطالب في مقعده الدراسي.
إنها نار الشوق إلى وطنٍ يعود كما كان، إلى وطنٍ واحدٍ مستقرٍ آمنٍ، متعاونٍ، متكافلٍ، مليءٍ بالأمل والعمل.
لقد ذقنا ويلات الحروب والانقسامات، وتفرقنا حتى أصبح الوطن ينزف من كل زاوية.
لكن… إن كنا قد عرفنا مرارة النار، فلنصنع اليوم ماء الإطفاء بأيدينا.
ولنحوّل نار الغضب والحقد إلى شعلة نورٍ تبني الوطن من جديد.
---
7 رسائل لكوكتيل من المرافق
الرسالة الأولى
إلى القطاع الزراعي...
ازرعوا الأرض كما تزرعون الأمل، فالوطن الذي يأكل من إنتاجه لن يجوع ولن يركع لأحد.
الرسالة الثانية
إلى القطاع التربوي والتعليمي...
علّموا أبناءنا أن الوطن لا يُبنى بالحقد، بل بالعلم والمحبة والتسامح.
الرسالة الثالثة
إلى ملائكة الرحمة...
كونوا رحماء بالناس، فصحة المواطن هي صحة الوطن كله.
الرسالة الرابعة
إلى حماة الوطن...
الأمن لا يُصنع بالقوة فقط، بل بعدلٍ يزرع الثقة ويمسح الخوف من القلوب.
الرسالة الخامسة
إلى السلطات المحلية...
راقبوا الله في مشاريعكم، فالخدمة الصادقة للمواطن هي أعظم وسام.
الرسالة السادسة
إلى الإعلاميين والمثقفين...
اجعلوا الكلمة جسرًا يوصل للجميع، لا خنجرًا يطعن، فأنتم صوت الناس وعقل الوطن.
الرسالة السابعة
إلى المواطن البسيط...
مهما اشتعلت الحرائق حولنا، تذكّر أن النار مهما طال اشتعالها تصبح رمادًا.
لكن إن تركنا نار الشوق إلى وطننا تخفت، سنخسر آخر ما يربطنا بالحياة.
فلتبقَ نار الشوق متقدة فينا…
شوقٌ للإصلاح، شوقٌ للسلام، شوقٌ للخير، شوقٌ للأمان، شوقٌ للمحبة،
شوقٌ للتكافل الاجتماعي، شوقٌ للتعاون، شوقٌ للتراحم، شوقٌ لبناء وطنٍ يتسع للجميع.