الجنوب قدم منذ مايزيد عن عشر سنوات وما زال يقدم القوافل من الشهداء والجرحى وكل قطرة دمٍ روت تراب هذا الوطن كانت على مذبح الدفاع عن كرامة هذا الشعب وحماية الأمن الإقليمي لقد كان الجنوب دائمًا الحصن الحصين والحليف الصادق والتحالف الأمين في مواجهة مخاطر التمدد الحوثي والجماعات الإره ابية ولم يتوانَ عن أداء دوره الوطني في كل المعارك رغم كل التحديات.
لكن ومع كل هذا التضحية والفداء يُعاني شعب الجنوب من التجويع والإذلال المستمر. خمسة أشهر كاملة والموظفون المدنيون والعسكريون يعيشون بلا رواتب والقوات المسلحة الجنوبية تعاني نفس المصير الكهرباء مقطوعة منذ أكثر من نصف شهر في أبين والخدمات الأساسية غائبة والمواطن يعاني في صمت يتألم ويفقد الأمل.
حكومة بن بريك عاجزة والمجلس الانتقالي الجنوبي متفرج ومجلس القيادة الرئاسي يتحرك من فشل إلى فشل وكل طرف يلقي باللوم على الآخر وكأنهم يزايدون على معاناة شعب بأكمله.
المواطن الجنوبي أصبح رهينة الانقسامات السياسية والعجز الإداري وحقوقه الأساسية مُهدرة ومعاناته اليومية تُستغل كورقة ضغط سياسية دون أن يتحرك أحد لحل الكارثة.
أين الحلول؟ ولماذا غابت المعالجات؟ لماذا يُترك شعب الجنوب الذي لطالما كان الدرع الحامي للجنوب واليمن والمنطقة في معاناة بلا رحمة؟ هل أصبحت المعاناة جزءًا من السياسة أم أن الكارثة أصبحت قانونًا لا يمكن تجاوزه؟
على المسؤولين جميعًا أن يدركوا أن الدم الذي رُوي به تراب الجنوب لا يُنسى وأن الصبر الشعبي ليس بلا حدود الشعب الجنوبي يستحق العيش بكرامة ويستحق أن تُدفع رواتبه وتُستعاد الكهرباء وتُعالج الخدمات وأن تتوقف المعاناة المستمرة التي أصبحت عنوانًا مؤلمًا لهذا الوطن الغالي.
الجنوب لم يعد يتحمل الانتظار ولم يعد يمكن التغاضي عن دماء الشهداء ومعاناة الجرحى الحلول موجودة لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية وإلى قيادة تتحمل مسؤولياتها وليس إلى مزيد من المراوحة والفشل المستمر.
شعب الجنوب يرفع صوته اليوم مطالبًا بالحق والعدالة مطالبًا بأن تكون كلمته مسموعة وأن يعاد له كرامته التي ضحى من أجلها بالغالي والنفيس.
الجنوب.. قافلة الشهداء لا ينسى ولا يتنازل ولا يستكين للظلم وسيظل حاميًا لقيمه وأرضه مهما طال زمن التجويع والإذلال.