كتب/ نور علي صمد 
في تجربة فنية استثنائية استطاعت  المخرجة والمصممة المبدعة والمتألقة دوما انيسة انيس ان تمزج بين الجسد والوجدان من خلال تقديم سلسلة من الأفلام التعبيرية "الضوء الأسود" سلطت فيها الضوء على تفاصيل إنسانية موجعة خلف 
ستار الصمت والحروب.احداها التصميم الحركي التعبيري وهو 
العمل الذي ينتمي إلى  فن الكروغراف ويعرف بالمسرح الإذاعي والسينما الحركية بوصفها مساحة للبوح لا تُقال فيها الكلمات بل تُروى بالحركة والنبض.
وبهذا  الصدد اكدت انيسه انيس عباس المدير التنفيدي للمركز الفنون والثقافي والمؤروث الشعبي ان الفيلم الثاني من سلسلة الافلام الحركية  شارك قبل أربع سنوات في مهرجان استوكهولم الراقص بالسويد  حاصداً إعجاب النقاد بجرأته في ترجمة الألم الجمعي والذكريات المنهكة عبر لغة الجسد جسدتها مجموعة من الشباب من مراحل عمرية مختلفة عبّروا عن تجاربهم الشخصية وسط الحروب وعن أحلامهم الصغيرة التي نجت من الركام.
مضيفةان مجموعة الضوء الأسود تقدم مشاهد مكثفة تختزل ماسي بلد أنهكته الحروب والضياع لكنه لا يكتفي برصد الألم بل يلمح إلى بصيص نور يبحث عن خلاص.
أما الجزء الثالث الذي لم يُنشر بعد فيتناول بجرأة قضية زواج القاصرات التي تعد واحده من القضايا الاسرية التي تؤرق مجتمعنا نظرا لعوامل متعددة اهمها الوضع المعيشي  مقدّماً رؤية إنسانية صادقة تسعى لإيقاظ الوعي لدى اولياء الامور بدرجة اساسية وتحدي الصمت المجتمعي والذي لن يتأتى الا من خلال تكاثف الجميع سلطات ومنظمات مجتمع مدني وحقوقي وائمة المساجد والخطباء كل من موقعه حتى نحد من هذه الظاهرة 
وبهذا المشروع تؤكد مجموعة الضوء الأسود أن الفن ليس ترفاً بل مرآة لروح الإنسان حين تعجز الكلمات عن التعبير ورسالة مقاومة بالجمال في وجه القبح والخراب.