اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الأوروبية بالسعي لإبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه الواقعي في معالجة الأزمة الأوكرانية.
وأكد لافروف أن إدارة ترامب أبدت استعدادًا حقيقيًا للبحث عن تسوية سلمية طويلة الأمد، لا مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار. وفي مقابلة مع قناة "Ultrahang" الهنغارية على موقع "يوتيوب"، قال إن الأوروبيين يحاولون "بكل قوة حرف موقف ترامب الذي يرتكز على فهم واقعي لطبيعة الصراع وحدود الأمن القومي الروسي".
وأشار الوزير إلى أن ترامب كان من أوائل الزعماء الغربيين الذين أكدوا أن حلف الناتو لا يجب أن يتدخل مباشرة في أوكرانيا، وأن وجود الحلف على حدود روسيا يشكل قضية أمنية لا يمكن لموسكو التساهل فيها.
وانتقد لافروف الدعوات الأوروبية والأوكرانية لوقف إطلاق النار الفوري، واصفًا إياها بأنها محاولة لكسب الوقت وإعادة تسليح أوكرانيا، كما حدث بعد اتفاقيات مينسك عام 2015 التي لم تُنفذ. وأضاف أن زعماء غربيين سابقين، بينهم ميركل وهولاند، اعترفوا بأن اتفاقيات مينسك كانت تهدف إلى "منح كييف فرصة لإعادة بناء قدراتها العسكرية"، وليس لتحقيق السلام.
كما ذكر تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في أبريل 2022 لمنع توقيع اتفاق سلام أولي بين موسكو وكييف في إسطنبول، معتبرا ذلك نقطة تحول في مسار الأزمة ودفع الغرب لتبني خطاب أشد تشددًا تجاه روسيا.
وأوضح لافروف أن محادثات مكثفة جرت مؤخرًا بين موسكو وواشنطن لتنفيذ التفاهمات التي أُبرمت خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بوتين وترامب في 16 أكتوبر، مؤكدا أن المناقشات "بناءة وتركز على خطوات عملية لاستعادة الاستقرار الأوروبي".
وختم لافروف بالقول إن روسيا لا ترى جدوى من أي اتفاق مؤقت أو وقف هش لإطلاق النار، داعية إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة الأمنية في أوروبا، مضيفًا: "يجب أن يكون السلام هذه المرة حقيقياً ودائماً ومتوازناً بين جميع الأطراف".
المصدر: تاس