لحج - خاص
شيعت مديرية المسيمير بمحافظة لحج اليوم في مشهد مهيبٍ اختلطت فيه مشاعر الحزن بالفخر، أحد أبرز الشخصيات القبلية والاجتماعية والنضالية، الشيخ سعد حسن طاهر، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية البلق – مركز مخران بمديرية المسيمير، بعد حياة حافلة بالعطاء والإصلاح وخدمة المجتمع.
وانطلقت جنازة الفقيد وسط حشودٍ كبيرة وجموع غفيرة من أبناء المديريات المجاورة المسيمير والأزارق والملاح، يتقدمهم رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمسيمير الأستاذ عبدالفتاح جمال، وقائد قوات الحزام الأمني، مدير أمن وشرطة المديرية القائد محمد علي الحوشبي، ونائب مدير الأمن النقيب غسان الرفاعي إلى جانب عدد من القيادات السياسية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية والوجاهات القبلية الذين توافدوا لتوديع الفقيد الراحل.
وامتلأ مسجد الفرس بالمصلين الذين أدوا صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الفرس وسط حضور مهيب ودموع صامتة تعكس حجم المكانة التي كان يحتلها الفقيد في قلوب أبناء المنطقة.
وعرف الشيخ سعد حسن طاهر بمواقفه الوطنية والإنسانية والصلبة في وجه الصعاب، إذ كان له دور نضالي بارز في الحراك الجنوبي منذ انطلاقته، وساهم بفعالية في التصدي لمليشيات الحوثي أثناء غزوها للمناطق الجنوبية في العام 2015، حيث كان من أوائل من لبوا نداء الدفاع عن المسيمير وأبنائها.
كما كان للفقيد حضور قبلي فاعل، إذ اشتهر بحكمته وحنكته في حل النزاعات القبلية وقضايا الثأر بين القبائل في مديريات المسيمير والأزارق والملاح، ليكون بذلك رمز للصلح والإصلاح، وصوت للحكمة والعقل، وسد منيع أمام محاولات الفتنة وشق الصفوف.
وفي مجلس العزاء، تحدث الأستاذ عبدالفتاح جمال رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمسيمير، مشيد بمناقب الفقيد وأدواره الوطنية والاجتماعية، مؤكداً أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للمسيمير ولعموم المديريات المجاورة، فقد كان مثالاً في الشهامة والكرم والإخلاص لوطنه ومجتمعه.
وتتواصل الوفود منذ ساعات الصباح الأولى إلى منزل الفقيد لتقديم واجب العزاء لأبنائه وإخوانه وأفراد أسرته، في مشهد يعكس عمق المحبة التي حظي بها الشيخ سعد في قلوب الجميع.
رحم الله الشيخ سعد حسن طاهر رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.