آخر تحديث :الثلاثاء-30 سبتمبر 2025-11:23م

لماذا المواقف الدولية متباينة تجاه اليمن؟ قراءة في المصالح والواقع السياسي

الثلاثاء - 30 سبتمبر 2025 - الساعة 10:00 م

م.مسعود أحمد زين
بقلم: م.مسعود أحمد زين
- ارشيف الكاتب

لماذا تُعلق السفارة الأمريكية سلبًا على وقائع هامشية حدثت في مناطق معينة بالجنوب خلال الأيام الماضية، بينما تغض الطرف عن وقائع أكبر حصلت في مناطق تحت سيطرة أطراف أخرى بالمناطق المحررة؟ الجواب بسيط: المعيار في هذه العلاقة الدولية ليس حجم الوقائع أو الموقف المبدئي منها من منظور العدالة والقانون، بل مدى تأثير هذه الوقائع على مصالح أمريكا من عدمه. وعلى هذا الأساس تُبنى المواقف الدولية. فوق ذلك، كانت قيادة المؤتمر والإصلاح حريصة خلال فعالية اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة على تعزيز مصالحها مع أمريكا، عبر شركة "هنت" للاستثمار في حقول شبوة الجنوبية. أما قيادة الانتقالي، فكانت مهتمة بحسن نية بالذكاء الاصطناعي، رغم تعطّل عملية التعليم الأساسي في المدارس، وكانت تنادي بحق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث تعتبر قضية الجنوب قضية استعادة دولة وليست مجرد موضوع أقلية مستضعفة. إضافة إلى ذلك، فإن المؤتمر والإصلاح ما زالا يمثلان أدوات سياسية مطلوبة في الصراع ضد الحوثي، بما يشمل فرض العزلة السياسية والحصار الاقتصادي عليه، وفق منظور أمريكا والغرب. هذه العزلة والحصار هي الخطة الأساسية التي اعتمدتها أمريكا والغرب ضد الحوثي، والتي لا يمكن لأي جهد عسكري جوي أن يحقق نجاحًا بدونها، وقد جرت مشاورات مكثفة حولها مع جميع الأطراف في الرياض خلال الأشهر الماضية. إن نجاح الحصار الاقتصادي للحوثي يستدعي تصحيح الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة، فكما في أي ساحة حرب، يجب أن يكون وضعك الاقتصادي أفضل إن كنت محاربًا. كما أن نجاح خطة التصحيح الاقتصادي يستلزم وجود قدر معين من الاستقرار السياسي والتفاهم والتنسيق الجيد بين مؤسسات قيادة الدولة، سواء الحكومة أو مجلس القيادة. الخلاصة، بعد مشاورات الرياض خلال الشهور الماضية، والتي تم بموجبها تشكيل خطة وتفاهمات محلية وإقليمية ودولية لإدارة ملف اليمن وتحديات الأمن الدولي في باب المندب: هل استوعبنا مصالح جميع الأطراف المعنية بهذا البرنامج؟ هل فهمنا الترابط العضوي بين مراحل هذا البرنامج: العزلة السياسية والاقتصادية للحوثي، التصحيح الاقتصادي في المناطق المحررة، الاستقرار السياسي، وأخيرًا تعزيز المصالح الاقتصادية المستقبلية مع الشركاء الدوليين؟ وهل حرصنا على استغلال هذا البناء الجديد للتحالف الدولي بما يخدم القضية الجنوبية ويجعلنا عنصرًا إيجابيًا في هذا البرنامج، دون إرباك أوراقه؟ هزيمة معسكر إيران والحوثي في باب المندب أصبحت قضية تمس مصالح أوروبا وأمريكا. أي إرباك لهذا البرنامج، حتى لو كان بحسن نية، لا فرق هنا بين "عوض" و"التيس" بالنسبة لأمريكا والغرب. يجب الانتباه إلى هذا الأمر بوعي سياسي عميق. هذه محاولة لتبسيط الصورة في المشهد السياسي، وتوضيح ما الذي يقرب الحلفاء الدوليين أو يبعدهم، مع التأكيد على أن حسن النوايا وحده لا يكفي في السياسة. #م_مسعود_احمد_زين --- إذا أحببت، أستطيع أن أصيغ لك نسخة أقصر وأكثر حدة وبلاغة تصلح للنشر على منصات التواصل الاجتماعي وتشد الانتباه مباشرة. هل تريد أن أفعل ذلك؟