آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-09:22م
أخبار وتقارير


قرارات الزبيدي المصيرية: تأسيس لمرحلة بناء وتحقيق تطلعات شعب الجنوب

قرارات الزبيدي المصيرية: تأسيس لمرحلة بناء وتحقيق تطلعات شعب الجنوب
السبت - 13 سبتمبر 2025 - 06:57 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب: عبدالرقيب السنيدي

إن القرارات الحاسمة والجريئة التي اتخذها الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، ليست مجرد إجراءات روتينية بل هي إرادة شعب متجسدة في قيادة حكيمة، وإرث ثورة ونضال تتوج بخطوات لا تراجع عنها نحو دولة السيادة والكرامة. كانت قرارات مصيرية وحازمة للوقوف مع شعب الجنوب، والتي تتطلبها المرحلة لفرض أمر الواقع، وتحمل مسؤولية الإصلاحات الكبيرة في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية.


لقد مثلت هذه القرارات نقلة نوعية في مسار القضية الجنوبية، وشكلت منعطفاً تاريخياً حاسماً لفرض أمر واقع لتمكين الكوادر الجنوبية في مواقع سيادية في مفاصل الدولة، وتحقيق إصلاحات تعيد لشعب استقراره، وتقطع الطريق أمام كل محاولات العبث التي تمارسها قوى الاحتلال اليمني في كل مفاصل الدولة، والتي عملت بكل قواها على إغراق المؤسسات بالفساد والفوضى وعدم الاستقرار، وطمس القضية الجنوبية.


حقيقة تابعنا بكل حرص البيان السياسي والقرارات التي أصدرها قيادة المجلس الانتقالي، والتي حملت بين طياتها بصمة قائد شجاع لا يخشى في الحق لومة لائم، بل يسطر بإرادة فولاذية ملحمة التحرير والبناء. لاقت ترحيباً كبيراً وتأييداً شعبياً منقطع النظير، ليكون صوته هو صدى إرادة الشعب، ومشروعه هو تجسيد طموحات الأمة، والتي تأتي في مرحلة مفصلية يعيشها شعب الجنوب بعد إرهاصات تعرض لها شعبنا الصامد خلال سنوات، ذاق خلالها ويلات الفساد والتدمير والنهب، لتأتي هذه القرارات التاريخية كالصاعقة على رؤوس أعداء الجنوب، كالطوفان الذي يجرف كل آثار الظلم والاستبداد، لتعيد إلى الشعب أمله في استعادة حقوقه، من قوى النفوذ التي نهبت مقدرات وخيرات الوطن ومؤسساته.


المرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة التمكين لشعب الجنوب، بقيادة من حفر اسمه في سجل التاريخ من ذهب، ومن سطر بأحرف من نور ملحمة الصمود والتحرير، وهي المعركة المصيرية لاسترداد الوطن من براثن التبعية والفساد، وهي شرعية الأرض التي ارتوت بتضحيات الأبطال، تتطلب انتزاع حقوق الشعب، وعدم الارتهان لمشاريع تنتقص من حق شعب الجنوب، فلسنا مجبرين على البقاء بتلك الشراكة التي لا تمثل حقوقنا، ولا تلبي تطلعات شعبنا في استعادة دولتة الجنوبية المستقلة.


لقد آن الأوان لكتابة صفحة جديدة لهذا الوطن بأيدي أبنائه الأوفياء. بهذه القرارات الحكيمة والصارمة التي تشكل بحق إعلاناً لتأسيس عقد اجتماعي جنوبي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويحقق الآمال المعقودة على قيادة حكيمة، تبني لمرحلة قادمة مفصلية أساسها الإيمان بقضية شعب الجنوب_قائمة على إشراك الكفاءات والدفع بالقدرات، والحفاظ على المكتسبات الوطنية والانتصارات التي تحققت، ولن يتحقق ذلك إلا بتوحيد الكلمة، ورص الصفوف والابتعاد عن التخوين، وتحقيق مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي قولاً وعملاً.


إن عظمة هذه القرارات تنبع من توقيتها الجريء وفحواها العميق وبعدها الاستراتيجي، فهي تجسيد لإرادة أمة وثورة شعب، وخطوات جاءت لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، حكمة وثبات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مع شعب الجنوب، فيما يتعرض له شعبنا الأبي من حرب اقتصادية أوصلت الشعب إلى الإفقار والتجويع، بالإضافة إلى انقطاع الرواتب، وغلاء الأسعار، فضلاً عن السياسات المتخذة من انقطاع التيار الكهربائي، في مواجهة لا مكان فيها للضعيف، ولا عزاء للخائنين والمتخاذلين. لتعلن ميلاد جمهورية الجنوب العظيمة التي تليق بتضحيات الشهداء وطموحات الأحياء.


فهذه القرارات ليست مجرد خطوات إدارية، بل هي بيان سيادة وإعلان استقلال إرادة، وهي الضربة القاضية لمشاريع التبعية والهيمنة، والأمل الوضاء الذي يشرق على أرض الجنوب الصامد.