تعميم ..مأساة غزة والجوع المميت
إنه لا يخفى على كل ذي عينين ما يتعرض له إخواننا في غزة من حرب إبادة شاملة، من قتل وفتك وتدمير وتنكيل من قبل أعداء الله من اليهود ومن يحالفهم من عباد الصليب، فقد تحالفوا على إبادة شعب كامل بفرض حصار شامل من جميع الجهات، حتى أظلمت وضاقت عليهم الأرض، وتعطلت المستشفيات، وعم الظلام، وعزَّ الطعام، وقلَّ الماء، وحُرم المرضى من الدواء، وبلغ بهم الجهد منتهاه، واشتد عليهم الحصار، وضاق بهم الخناق، وتكالب عليهم الأعداء، واشتدَّ بهم – وخصوصًا بأطفالهم ونسائهم – الجوع، وأكل الناس ورق الشجر، حتى مات كثير منهم بسبب الجوع.
أمور تُدمي القلب، وتُحزن الفؤاد، أكثر من مليوني مسلم يعيشون هذه المعاناة في بقعة محدودة محاصرة من جميع الجهات.
بُحَّت أصواتهم، وتتابعت صيحاتهم واستغاثاتهم بإخوانهم المسلمين، وسط تخلِّي الجميع عنهم، وعن نصرتهم والوقوف إلى جانبهم، والنبي ﷺ يقول كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري:
*"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".*
ويقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير:
*"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".*
*وبناءً على ما سلف، فإننا نحث جميع الخطباء والدعاة بتناول قضية مظلومية أهل غزة في خطبة الجمعة القادمة، وبيان وجوب نصرتهم والوقوف معهم.*
*كما نحث أئمة المساجد باستئناف القنوت كونها نازلة مشهودة، ويكون ذلك في عموم الصلوات المكتوبة كما تعلمون.*
فغزة جرح نازف يستنجد ببقية الجسد، يطلب منا النخوة، ويتحين منا النصرة، كلٌّ بحسبه.
ولئن حاصرت عصابات اليهود وأعوانهم غزة، ومنعوا وصول الغذاء والدواء؛ فلا والله، لن يحاصروا مدد السماء، فارفعوا أكف الضراعة في أوقات الإجابة، لعل الله يستجيب، ويرفع عنهم ما هم فيه من همٍّ وغمٍّ وضيقٍ وابتلاءٍ وكربة.
*والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.*
صادر عن:
مكتب أوقاف وإرشاد خنفر
