آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-11:23ص

إغتيال فرحة الطفل عبودي

السبت - 19 يوليو 2025 - الساعة 11:23 ص

أنور سيول
بقلم: أنور سيول
- ارشيف الكاتب

ظاهرة سيئة إن لم تكن محرمة شرعاً، لا تمت بصلة لعاداتنا ولا تقاليدنا، هي من جملة ممارسات الانفلات الامني، التي لم يتمكن أحد من وضع حد لها، وتطل برأسها الخبيث كلما حلّت مشكلة هنا وهناك، إنها عادة تصفية الحسابات في الشوارع وبين المارة، لتظهر قبح هذه الظاهرة الملعونة.


لم يكن الطفل عبودي ذا الثلاث سنوات، يدرك أن لهوه البريء أمام منزله، سيتحول إلى فاجعة، وأن رصاص المتخاصمين سيغتال فرحته، طامة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، فأصيب عبودي بطلق ناري سكن في جسده الغض، الذي ما زال يغلي من شدة فرحه وسروره أمام منزله، واغتيلت الفرحة وتحولت إلى حزن عميق، ليس في عائلته فحسب، بل أمتد إلى قلب كل مواطن صاحب شعور، فشعرنا بالنكد والغصة، وشعرنا بشعور والده ووالدته وإخوانه وحتى شعرنا بشعور من ناله طيش رصاص المتخاصمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


هكذا هو القدر، ولكن ذلك من صنع أيدينا، إلى متى هذا الاستهتار بإطلاق النار، في الشوارع العامة فيجب أن تتوقف هذه الظاهرة المحرمة والسيئة والمرفوضة من قبل المجتمع، ويجب على كل صاحب عقل سليم أن يمنع انتشار مثل هذه الظواهر السيئة التي تحول الأفراح إلى أحزان، وآلام، وتشوه وجه مدننا وقيمنا، وتقلب السعادة إلى غم ونكد، فالمسؤولية اليوم جماعية، تبدأ من الجهات الأمنية التي يجب أن تضرب بيد من حديد على كل من يعبث بالأمن ويطلق النار عشوائيا دون هوادة أو مجاملة.


الطفل عبودي، الذي كان قبل لحظات يلهو ببراءة مع الملائكة أمام منزله، يصارع اليوم الموت على سرير المستشفى، بعد أن مزقت رصاصات المتخاصمين فرحته وسكنت جسده الغض، في مشهد مؤلم يُجسد قسوة الواقع والإنسانية من العابثين بالأمن والحياة.