زنجبار – محفوظ كرامة
تصوير أحمد بن طالب
في مشهد جماهيري حاشد احتضنته مديرية زنجبار بمحافظة أبين، أكد السفير قاسم عسكر جبران، ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي لدى دول الاتحاد الإفريقي، أن شعب الجنوب قد "شبّ عن الطوق وتجاوز كل الحواجز والمحن"، مشدداً على أن الجنوبيين اليوم أكثر قوة وصلابة من أي وقت مضى، ولن يتراجعوا عن حقهم المشروع في استعادة دولتهم المستقلة ذات السيادة، الممتدة من حوف شرقاً إلى باب المندب وخليج عدن غرباً.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير عسكر أمام الحشود القادمة من مختلف مناطق دلتا أبين، وتحديداً من مديريتي زنجبار وخنفر، ضمن فعالية مخيم الاعتصام الجماهيري.
وأشاد السفير عسكر بالحضور اللافت، واصفاً المشهد بـ"اللوحة الوطنية البديعة"، مثنياً على الدور البارز للمرأة الجنوبية، ولا سيما حرائر أبين، في دعم الحراك الشعبي ومواصلة النضال السلمي، مشيراً إلى أن حضورهن يعكس عمق الانتماء الوطني والزخم الشعبي المتزايد.
وفي سياق كلمته، انتقد السفير عسكر ما وصفه بـ"الهستيريا السياسية" التي يعيشها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، على خلفية دعواته لإخراج القوات الجنوبية من مواقعها، مؤكداً أن هذه القوات حررت الأرض من قبضة الإرهاب والفوضى، ولن تسمح بإعادة سيناريو حرب صيف 1994. وأضاف: "القوات المسلحة الجنوبية اليوم تقف بثبات على الأرض وتحظى بدعم شعبي واسع، رغم محاولات الإعلام المضلل تشويه الحقائق".
ودعا السفير أبناء الجنوب إلى اليقظة والحذر من محاولات اختراق الصف الوطني، مؤكداً أن الوعي الشعبي بات أكثر نضجاً في مواجهة حملات التضليل الإعلامي.
من جانبه، عبّر العميد ناصر حويدر، رئيس اللجنة العسكرية في الجمعية الوطنية، عن فخره بالحضور الجماهيري الكبير، رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، معتبراً أن هذا الحضور يعكس الإرادة الصلبة والتصميم على استعادة الدولة الجنوبية. وقال: "لقد عانى الجنوبيون طيلة 35 عاماً من التهميش والحرمان، وفقدوا خلالها أبسط حقوقهم في التعليم والصحة والوظيفة، لكنهم اليوم يقفون صفاً واحداً خلف المجلس الانتقالي لاستعادة دولتهم".
وأشار حويدر إلى أن القوات الجنوبية تمكنت من فرض سيطرتها على مواقع كانت خاضعة لقوات الشمال، والتي كانت تحمي مصالح المتنفذين وتعبث بأمن واستقرار المنطقة، مؤكداً أن هذه الانتصارات تحققت بفضل تضحيات الأبطال من أبناء الجنوب.
وشهدت الفعالية إلقاء عدد من الكلمات والقصائد الشعرية التي عبّرت عن التمسك بخيار استعادة الدولة، ووجّه المشاركون دعوات إلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والمجتمع الدولي، للاستماع إلى صوت الشعب الجنوبي الذي يرفعه في كل ميادين الاعتصام السلمي في عموم محافظات الجنوب.
وحضر الفعالية عدد من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، من بينهم الأستاذ سمير محمد الحييد، رئيس الهيئة التنفيذية المحلية للمجلس في محافظة أبين، ونائبه الأستاذ علي شيخ السوري، والأستاذ خالد العبد رئيس كتلة أبين في الجمعية الوطنية، والأستاذ خالد الفياضي نائب رئيس لجنة الخدمات، إلى جانب أعضاء مجلس المستشارين صالح سالم أبو الشباب ومحمد العمود، والشخصية الاجتماعية البارزة الشيخ حسين هرهرة.
واختتمت الفعالية بفقرات فنية تراثية، حيث تفاعل الحضور مع رقصات "الدحيف" الشعبية، في أجواء احتفالية جسدت وحدة الصف الجنوبي وروح النضال المتجذرة في وجدان أبنائه.
