كتب/ ناصر المشجري
وفق تحليلات سياسية متعمقة بشأن فحوى البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، الذي صدر بعد أيام من دحر المنطقة العسكرية الإخوانية الأولى في وادي حضرموت والتشكيلات العسكرية الشبيهة لها في محافظة المهرة، نفهم بوضوح أن الرياض غير قادرة على تجاوز الواقع الذي فرضته القوات المسلحة الجنوبية وإرادة الشعب في كل محافظات الجنوب.
السعودية تحاول تكرار الخدعة القديمة بإقناع الجنوبيين بالانتشار في الشمال بدلاً من بلادهم الجنوبية، لغرض تقويض قدراتهم العسكرية والبشرية، ليتمكن الإخوان وقوى الشمال من التخلص منهم بسهولة والعودة للسيطرة على الجنوب.
لكن، وبفضل تجارب الحرب والوعي المتنامي لدى القيادة الجنوبية والقاعدة الجماهيرية، أصبحت هذه المخططات مكشوفة. السعودية تدرك أن التواجد الشمالي في الأراضي الجنوبية غير مقبول وخطر عليه، لكنها تبحث عن قوى تقليدية هشة تكون البديل مؤقتًا لحين التخلص من الحوثيين والجنوبيين معًا من خلال سياسة "دق الحصى".
أما القيادة الجنوبية، فتعي أن هذه المرحلة هي مرحلة امتلاك الأوراق الكبرى من خلال الأرض والقوة، لتفرض خيارها مستقبلاً عند بدء الحل السياسي على أساس جنوب وشمال.
