عدن / لقاء – منير مصطفى وهاشم بحر:
جهود مبكرة وإنجازات ملموسة
منذ توليه مهامه قبل قرابة الشهرين، تمكن المهندس مازن السقاف، نائب المدير العام لشؤون الصرف الصحي، من تحقيق إنجازات ميدانية لافتة في مشاريع البنية التحتية، خصوصاً في قطاع الصرف الصحي، الذي يمثل أحد أكثر القطاعات الخدمية أهمية في العاصمة عدن.
وخلال لقاء خاص تحدث المهندس السقاف عن أبرز ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، والتحديات التي تواجه سير العمل، مؤكداً أن المؤسسة تعمل في ظروف صعبة لكنها مستمرة في أداء مهامها بإصرار ومسؤولية.
مشروع تأهيل شامل في كريتر
قال السقاف في مستهل حديثه:"لا ننكر وجود إنجازات حقيقية تحققت خلال الفترة القصيرة منذ تولينا مهامنا بتكليف من المحافظ قبل شهرين، وفور استلامنا العمل ركزنا جهودنا على مديرية كريتر، حيث بدأنا أول مشروع بإعادة تأهيل الممرات الخلفية، إلى جانب تنفيذ الأعمال اليومية الخاصة بالتصفية وفتح الانسدادات وشراء الجرائد وغيرها.
والحمد لله قطعنا شوطاً كبيراً، ليس فقط في كريتر، وإنما أيضاً في جميع المديريات، ومنها خورمكسر التي كانت تعاني بشكل يومي. وبفضل تدخل المجلس المحلي والمنظمات بدأنا مشروع الطاقة الشمسية لمعالجة أبرز المعوقات، والمتمثلة في انقطاع الكهرباء، وهي مشكلة تعاني منها محافظة عدن بأكملها."
الكهرباء أكبر التحديات
وأشار السقاف إلى أن انقطاع الكهرباء يعد أكبر عائق أمام تشغيل المضخات، موضحاً :"هذه مؤسسة إيرادية، ونحن مطالبون بشراء مادة الديزل نقداً، لكن بفضل جهود محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس ووزير المياه، استطعنا توفير جزء من احتياجاتنا من الديزل عبر دعم المنظمات، وهو أمر استثنائي. فعملنا يعتمد على تشغيل المضخات على مدار 24 ساعة."
وأضاف:"في خورمكسر تحديداً، وبدعم من الأمم المتحدة، تم تركيب ثلاث مضخات في ثلاث مناطق، كما بادر مأمور المديرية الأخ هواي الزهري بتركيب منظومات طاقة شمسية لمضخات أحياء (عبود، الأحمدي، سقطرى، والنصر)، وإن شاء الله سيتم قريباً تركيب منظومة طاقة شمسية لمضخة حي السلام، وهو ما وفر علينا كثيراً من الأعباء."
دراسات لإدخال الطاقة الشمسية في كل المديريات
وتابع نائب المدير العام لشؤون الصرف الصحي قائلاً:"كلّف الأخ المحافظ لجنة من المهندسين للنزول إلى مضخات الصرف الصحي في عموم مديريات المحافظة لإعداد دراسة لإضافة منظومات طاقة شمسية جديدة. كما رفعنا دراسة لمأمور مديرية دارسعد الأخ عبود ناجي لتعميم التجربة على جميع المضخات هناك.
نحن نسير في كل الاتجاهات، وأولويتنا إيجاد مصدر تشغيل دائم للمضخات، وحتى لو اقتصر التشغيل الجزئي على ساعات النهار، فذلك سيخفف كثيراً من العبء علينا."
عزوف المواطنين عن السداد
وحول الصعوبات الأخرى، قال المهندس السقاف:"من أبرز التحديات عزوف المواطنين عن تسديد فواتير الصرف الصحي، وهو ما يؤثر على استمرارية العمل. فالمواطن إذا لم يدفع، لن نتمكن من الاستمرار، لكننا رغم ذلك، ونظراً لظروفهم المعيشية الصعبة، نمتنع عن قطع العدادات أو المياه حفاظاً على النسيج الاجتماعي."
كما أشار إلى معوقات أخرى، منها كثرة الانسدادات في الشبكة، وضعف الدعم المالي الذي كانت المؤسسة تتلقاه سابقاً، مؤكداً أن المؤسسة ما تزال صامدة بفضل جهود كوادرها واستقلاليتها التشغيلية.
رسالة عتاب للمواطنين
ووجّه السقاف رسالة توعوية للمواطنين قائلاً: "نوجه عتاباً ودعوة في الوقت نفسه للمواطن بضرورة رفع مستوى الوعي الصحي، وعدم البناء فوق خطوط الصرف الصحي أو المناهل، وعدم رمي المخلفات داخل الشبكة، والاهتمام بالممرات الخلفية.
على الجميع أن يدرك أن الصرف الصحي ملكٌ عام، والحفاظ عليه مسؤولية جماعية تبدأ من وعي المواطن."
شكر للمحافظ ووزير المياه
وفي ختام اللقاء، عبّر المهندس مازن السقاف عن شكره وتقديره لمعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن، ووزير المياه والبيئة، قائلاً:"نثمّن دعمهم الدائم للمؤسسة، وحرصهم على تحسين خدمات الصرف الصحي. وهناك جهود تبذل وفق توجيهات المحافظ لتوجيه المنظمات نحو إعادة تأهيل البنية التحتية لمحافظة عدن، وهناك مشاريع نُفذت وأخرى قيد التنفيذ، خصوصاً في قطاع الصرف الصحي.
نعمل وفق آليات مدروسة وبدعم مباشر من المحافظ، لكن التحدي الأكبر يبقى في تكاليف الصيانة وشراء قطع الغيار للمولدات، التي ترتفع أسعارها بشكل كبير.
قريباً سنعمل على توفير مادة الديزل اللازمة للتشغيل، مع التوسع في استخدام الطاقة الشمسية لتخفيف الأعباء وضمان استمرارية الخدمة."