آخر تحديث :الجمعة-31 أكتوبر 2025-10:33م
أخبار وتقارير


ستّ خطوات كفيلة بإنقاذ وطنٍ أنهكته الفتن والحروب

ستّ خطوات كفيلة بإنقاذ وطنٍ أنهكته الفتن والحروب
الجمعة - 31 أكتوبر 2025 - 04:39 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

خلونا نلعب... نحرك بيادق الشطرنج على رقعة وطنٍ أنهكته الحروب، لعلنا نكسر الجمود ونحرّك الملك نحو الأمان قبل أن يُعلن "كش مات" على آخر مربع من أحلامنا.


لقد تحولت رقعة الوطن إلى ساحة شطرنجٍ كبيرة، تتقاطع فيها المصالح كما تتقاطع ضربات الفيل والحصان، وتتحرك فيها البيادق الصغيرة بأرواح كبيرة، تدفع ثمن أخطاء الملوك والوزراء.


تاهت ملامح اليمن بين أصوات السلاح ودموع الأمهات، بين أنين الجرحى وصمت المقابر الجديدة. لم يعد السلام شعارًا نردده في المناسبات، بل أصبح حاجةً وجودية: إما أن نعيشه... أو نفنى بدونه.


لقد أكلت الحرب الأخضر واليابس وأحرقت الرقعة كلها، ولم تُبقِ سوى رماد الحلم. ومع ذلك، ما زال في جعبة الحياة نقلةٌ أخيرة يمكن أن تُغيّر مسار المباراة إن نحن لعبنا بعقلٍ وضمير.


ومن هنا، أقترح ست نقلاتٍ وطنية كخطواتٍ واقعية قادرة على إعادة ترتيب قطع اللعبة وإنقاذ الوطن من "كش مات" الفوضى:



---


1. نزع السلاح من المدن


لا يمكن أن تُعلن "كش ملك" للسلام بينما البنادق تتجول بين الأزقة.

نزع السلاح من المدن يعني أن نعيد الملك إلى حصنه، وأن نمنح المواطن شعور الأمان. فالسلاح بيد الدولة نظام، وبيد الأفراد فوضى وخوف.



---


2. مواجهة المخدرات بحزم


المخدرات ليست مجرد نقلةٍ خاطئة، بل خسارةٌ كاملة للعبة الحياة.

إنها تفتك بعقول الشباب وتحوّلهم إلى بيادق بلا وعي.

مواجهتها مسؤولية جماعية تبدأ من البيت وتنتهي عند القانون.



---


3. منع صناعة وتعاطي الشَّمّة


قد تبدو الشَّمّة، أو ما يسميها البعض الزَّرْدة أو النَّشوق أو الحوت، قطعةً صغيرة على الرقعة، لكنها –ورب الكعبة– نقطة ضعفٍ قاتلة في جسد المجتمع.

إنها وباءٌ صامت يسرق صحة الشباب ويُضعف إرادتهم حتى يسهل تحريكهم كما تُحرّك البيادق.



---


4. تنظيم دخول القات إلى المدن


يومٌ واحد أو يومان في الأسبوع كافيان، أما أن يتحول القات إلى وزيرٍ دائم الحركة في حياتنا اليومية،

فهذا يعني أننا نخسر الوقت والوعي والمال والصحة والأخلاق والكرامة.

التقنين هو الحل الذكي الذي يحفظ التوازن بين الحرية والمسؤولية.



---


5. إعادة النازحين إلى ديارهم


النازحون والمشردون من ديارهم ومزارعهم ليسوا أرقامًا في تقارير اللجان المجتمعية وإدارة الشؤون الاجتماعية والمنظمات،

بل هم قطعٌ مفقودة من لوحة الوطن.

عودتهم إلى مناطقهم هي الخطوة الإنسانية الكبرى لإعادة تماسك المجتمع، وترميم رقعة البلاد التي تمزقت.



---


6. إزالة نقاط الجبايات العشوائية


نقاط الجبايات التي تنتشر على الطرقات كأنها أفخاخٌ في رقعة الشطرنج تُرهق المواطن وتشوّه صورة البلد والدولة بشكلٍ عام.

إزالتها تعني عودة القانون، وتعزيز الثقة بين الناس والسلطة، وتجريم كل من يستغل موقعه خارج النظام.



---


الأمن والسلام لا يُفرضان بالقوة، بل يُبنيان بالإرادة والوعي، وبإخراج اللوائح والأنظمة والقوانين الشرعية من أدراج المكاتب إلى السطح وتفعيلها،

فهي تمثل لاعبًا صبورًا يعرف متى يتحرك ومتى يصبر حتى يحقق "كش ملك" النصر.


فلنبدأ بهذه الست نقلات، فهي ليست أحلامًا مثاليةً أو خيالية، بل خطواتٌ حقيقية نحو وطنٍ بلا خوف، بلا سلاح، بلا مخدرات، بلا قهر، بلا جبايات، بلا انقسام... بلا بلطجة.



---


رسالة من القلب إلى القلب


إلى كل أبناء هذا الوطن الطيب:

دعونا نزرع الأمان في قلوبنا قبل شوارعنا، ونبني السلام في عقولنا قبل مدننا،

فالوطن لا يحتاج إلى أبطالٍ على رقعة حرب، بل إلى حكماء على رقعة سلام.


اليمن يستحق أن يعيش... ونحن نستحق أن نعيش فيه بكرامةٍ وأمان.


عبدالقادر السميطي

دلتا أبين