بقلم/ نور علي صمد
في وطنٍ أنهكته الحروب، وتكاثرت فوق جباله الندوب، يعلو صوت الإنسان اليمني من بين الركام حاملًا أمنيةً واحدة لا تشبه سواها، وهي أن يعمَّ السلام.
فمن ذاق مرارة الحرب وحده يدرك قيمة الأمن، ومن عاش لسنواتٍ على وقع الانفجارات يعرف تمامًا كم هو ثمين أن يستيقظ على صوت الطيور لا على صدى المدافع.
بلادُنا اليوم، رغم ما تمر به من جراح، ما يزال قلبها نابضًا بالأمل. بين أنقاض المدن وفي وجوه الأطفال يلمع الحلمُ ببلدٍ آمنٍ يحتضن أبناءه بعد طول فراق، فبلادُنا بتاريخ حضارتها العريقة الممتدة منذ سبأ وحِمير لا تستحق إلا أن تكون أرضًا للسلام لا للحروب.
لقد علّمت التجارب القاسية اليمنيين معنى الحياة الحقيقية، تلك التي تُبنى على الحرية والعدالة والكرامة. ومع كل وجعٍ يمرّ، يتجدّد العزم على أن يكون الغد أجمل، وأن تعود البلاد لتكتب فصولًا جديدة من النهوض والبناء بدلًا من الألم والانقسام.
اليوم، العيون المرهقة من البكاء تنتظر بزوغ فجرٍ جديد يحمل معه وعدًا صادقًا بأن الحرب ستنتهي، وأن أصوات المصالحة ستعلو على صرير السلاح. فبلادُنا، رغم كل ما جرى فيها، ما تزال حيّة في قلوب أبنائها، ترفض الاستسلام، وتصرّ على أن يكون السلام هو العنوان القادم.
رسالة أملٍ إلى العالم اليوم وغدًا: يا شعوب الأرض، أنصتوا إلى نبض اليمن، فهناك وطنٌ يتنفس بالصبر وينادي الحياة. ساعدوه ليقف من جديد، وكونوا جزءًا من سلامٍ يعيد البسمة إلى وجوهٍ أنهكتها الحرب، فاليمن تستحق أن تُروى بالحب لا بالدم، وأن يُكتب لها وللعالم قصةُ سلامٍ لا تنتهي.