في السنوات الأخيرة، انتشرت آفات لا أول لها ولا آخر، تسببت في إتلاف كثير من المحاصيل، والمشكلة الكبيرة والخطيرة أن بعض المزارعين يمارسون عادة خطيرة، وهي خلط المبيدات مع بعضها البعض بهدف زيادة الفاعلية أو تسريع القضاء على الآفة.
لكن الحقيقة المؤلمة أن هذا السلوك العشوائي لا يزيد إلا الضرر على الزرع والإنسان والبيئة.
عزيزي المزارع، هل تعرف ما هو المبيد؟
أنا أقول لك ما هو المبيد...
المبيد هو مادة فعالة بتركيز محدد، صُممت لتقضي على آفة زراعية معينة دون أن تضر بالنبات أو البيئة إذا استخدمت بالشكل الصحيح.
لكن عندما يتم خلط المبيدات، يحدث ما يشبه التجربة الكيميائية العمياء، والنتائج تكون كارثية.
عزيزي المزارع، خذ نفسًا عميقًا واسمع ماذا يحدث عند خلط المبيدات:
أولًا: الضرر المباشر على النباتات.
بعض الخلطات تؤدي إلى حرق الأوراق أو موت النبات بالكامل، كما يحدث عند خلط المبيدات النحاسية مع غيرها، وبدلًا من القضاء على الحشرة، يقضي المزارع على محصوله بيده.
ثانيًا: تكوين مواد سامة جديدة.
عند خلط نوعين من المبيدات، قد يتكوّن مركب ثالث مجهول التركيب والخواص، وهذه المادة قد تكون أشد سمّية، ولا يعلم أحد مدى خطورتها إلا الله سبحانه وتعالى.
وقد أثبتت بعض الأبحاث ارتباط هذه التفاعلات بظهور أمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي والجذام وأمراض الكبد.
ثالثًا: ظهور مقاومة في الآفات.
لأن الخلط العشوائي يجعل كل مبيد يضعف الآخر، فتتطور الآفة وتصبح مقاومة، وتكتسب مناعة لكلا المبيدين، أي أن المزارع يخسر ماله وجهده ومحصوله، وكما يقول المثل: كأنك يا بوزيد ما غزيت.
عزيزي المزارع، اسمع جيدًا...
رأي العلم واضح وصريح،
أغلب الدراسات العلمية تحذّر بشدة من خلط المبيدات، خصوصًا خلط المبيدات الفطرية مع الحشرية، أو مبيدين من نفس النوع، فهذه الممارسات تضر بالصحة العامة، وتؤثر سلبًا على الإنتاجية في نهاية الموسم، وتترك آثارًا سامة في التربة والمياه والثمار، كما تتيح الفرصة للآفات لتقوية مناعتها.
رسالتي لكل المزارعين:
عزيزي المزارع، قبل أن تخلط أي مبيدين مع بعض، تذكّر دائمًا أن المبيد ليس عصيرًا يمكن خلطه حسب مزاجك وذوقك، فالمبيد مادة سامة قد تنفجر في وجهك وتؤذيك.
لذلك تجنّب الخلط، وتجنّب الاستنشاق المباشر للمبيد،
وقبل أن تفتح علبة المبيد، اقرأ التعليمات المدونة على العبوة، حتى وإن كُتب عليها “قابل للخلط”، لا تخلط، لأن المثل يقول:
ما يهودي نصح مسلم.
فسلامتك وسلامة أرضك وأهلك أغلى من أي محصول.
من / عبدالقادر السميطي
دلتا أبين
