في الخامس عشر من سبتمبر، تهل علينا الذكرى السبعون لتأسيس مركز أبحاث الكود الزراعي، هذا الصرح العلمي الذي تأسس عام 1955م وكان آنذاك المركز الوحيد على مستوى الخليج والشرق الأوسط. وقد لعب منذ نشأته دورًا محوريًا في تطوير القطاع الزراعي والبحث العلمي والإرشاد الزراعي، وأسهم في خدمة المزارعين ودعم التنمية الزراعية والصناعية في وطننا الحبيب.
تأتي هذه الذكرى العظيمة متزامنة مع حدث مهم نعتز به جميعًا، وهو تدشين افتتاح مقر هيئة البحوث والإرشاد الزراعي في الكود، لتكون قريبة من المركز، وتعمل على تعزيز دوره البحثي والعلمي عن قرب، وفقًا للقرار الذي اتخذه معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية.
إن هذا الانتقال خطوة هامة تعكس التوجه نحو إعادة الاعتبار لمكانة البحث العلمي الزراعي في بلادنا. وبهذه المناسبة، نتوجه بدعوة صادقة وملحة إلى معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية، وإلى كل القيادات والجهات الحكومية المعنية، للحضور والمشاركة الفاعلة في حفل التدشين، بما يليق بمكانة المركز وتاريخه العريق، وليكون ذلك بداية مرحلة جديدة من الدعم والاهتمام والرعاية لهذا الصرح البحثي الذي يمثل أساس التنمية الزراعية في جنوبنا الحبيب.
كما نتقدم بالتهنئة الخالصة إلى كافة العاملين في مركز أبحاث الكود من باحثين، وأساتذة، ومهندسين، وفنيين، وعمال، على جهودهم وتضحياتهم التي بذلوها رغم الظروف الصعبة وما تعرض له المركز من دمار وتخريب.
ولا يسعنا في هذا اليوم إلا أن نؤكد ثقتنا الكبيرة في قيادة الوزارة للقيام بدورها في:
- توفير الموازنة التشغيلية التي تضمن استمرار العمل البحثي.
- توظيف كوادر جديدة لسد الفراغ الذي تركه المحالون إلى التقاعد.
- الاستفادة من الخبرات التي ما زالت قادرة على العطاء، وإعادة التعاقد معها لتدريب وتأهيل الأجيال الجديدة.
إن إعادة الاعتبار لمركز أبحاث الكود ليست مجرد تكريم لماضٍ مجيد، بل هي استثمار في مستقبل زراعي مشرق، يضمن الأمن الغذائي والتنمية المستدامة لبلادنا. فلنجعل من هذه المناسبة منطلقًا لمرحلة جديدة من العمل الجاد والمسؤولية المشتركة، ولتكن أصواتنا جميعًا صدى يصل إلى صناع القرار، إيمانًا بأن البحث العلمي هو الطريق الأقصر نحو النهضة الزراعية الحقيقية.
/عبدالقادر السميطي_دلتا أبين
