لم تكن القرارات التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي مجرد تغييرات إدارية عابرة أو إجراءات تنظيمية روتينية، بل جاءت لتعلن بصوتٍ عالٍ عن بدء مرحلة جديدة ومفصلية في مسار النضال الجنوبي؛ مرحلة عنوانها ترسيخ السيادة على الأرض والقرار معاً، وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية على أسس وطنية خالصة.
هذه القرارات تعبّر عن إرادة شعب الجنوب في أن تكون أرضه مصانة وقراره مستقلاً، وأن مؤسساته تعكس تطلعاته لا أن تكون امتداداً لوصاية أو شراكات عقيمة. إنها لبنات حقيقية لدولة النظام والقانون والشفافية التي حلم بها الجنوبيون عقوداً، ورسالة واضحة للداخل والخارج أن زمن الإملاءات قد ولّى وأن عهد المبادرة وصناعة القرار قد بدأ.
نحن أمام انتقالٍ فعلي من مرحلة الدفاع عن القضية إلى مرحلة ممارسة حق إدارة الأرض وصنع القرار، حيث تتأكد المقولة بأن الأرض أرضنا والقرارات قراراتنا، وأن أبناء الجنوب هم المرجعية العليا في إدارة شؤونهم ومستقبلهم.
هذه الخطوات تحمل وعداً صادقاً للجماهير بأن تضحياتها لم تذهب سدى، وأن الجنوب اليوم يسير بثقة نحو تثبيت حقه المشروع في أرضه وقراره ومستقبله.
/عبدالرقيب يسلم أحمد محسن
عضو الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي