قد يظن البعض أن النبات كائن صامت لا حياة فيه لكن الواقع مختلف تمامًا النباتات
ومنها الموز كائنات حية تمر بمراحل نمو مليئة بالصراع والتغيير
بل قد تُصدر أصواتًا يسمعها ويلاحظها المزارعون ويستغربونها.
يروي أحد المزارعين في دلتا أبين
أنه بينما كان يتفقد بستان الموز ليلًا سمع أصواتًا غريبة تشبه الأنين والصرخات تصدر من بعض اشجار الموز ارتبك وظن أن هناك عفاريت في المكان لكنه مع مرور الوقت اكتشف أن ما سمعه لم يكن سوى صوت الطبيعة الحيّة إنها شجرة الموز التي تتألم وتئن عند بداية خروج الكتف (النورة الزهرية) من قلب ساقها
**سر الأنين عند شجرة الموز*
شجرة الموز ليست شجرة خشبية كما يعتقد كثيرون بل هي نبات عشبي ضخم وساقها عبارة عن قواعد أوراق متراكمة تكوّن ما يعرف بالساق الكاذبة وعندما يحين موعد الإزهار تبدأ هذه الساق بالانشقاق لتفسح المجال لخروج الكتف الحامل للزهور والثمار هذه العملية تشبه المخاض عند المرأة حيث تتعرض أنسجة النبات لضغط وانفصال يصدر عنه أصوات يسمعها المزارع في الليالي الهادئة وكأنها أنين
*حياة جديدة تبدأ*
بعد خروج الكتف أو الحامل الزهري ودخول شجرة الموز في مرحلة الإثمار واكتمال نمو الثمار تعيش الساق الكاذبة فترة قصيرة ثم تموت بينما تستمر الفسائل(الخلفات) الصغيرة المحيطة بها في النمو لتعطي حياة جديدة لبستان الموز. إنها دورة حياة متجددة، تذكرنا بأن الطبيعة لا تعرف السكون بل تستمر في العطاء رغم الألم.
اخيرا وليس باخر ..يمكننا أن نقول إن الموز ليس مجرد نبات يعطي ثمارًا شهية بل هو قصة حياة كاملة تبدأ بالألم وتنتهي بالعطاء.
أصوات الأنين التي قد يسمعها المزارع ليلًا ليست إلا بشارة خير بقدوم مولود جديد وموسم جديد مليء بالثمار لتؤكد أن طبيعة شجرة الموز كائن حي يتحدث بلغة لا يسمعها إلا من عاش معها وتأمل تفاصيلها
*عبدالقادر السميطي*
دلتا أبين
7/9/25