آخر تحديث :الثلاثاء-12 أغسطس 2025-04:07ص
أخبار وتقارير


في الذكرى الأليمة الثانية لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه

في الذكرى الأليمة الثانية لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه
الإثنين - 11 أغسطس 2025 - 09:25 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب-عبدالرقيب السنيدي

تهلُّ علينا ذكرىٌ تثقل الجبين، وتدمي القلب، الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد أسد الجنوب، وحامي حمى أبين، البطل عبداللطيف السيد ورفاقه الأبرار، الذين سقوا بدمائهم الزكية تراب الوطن في عملية إرهابية غادرة بوادي الجنن بعومران في مودية، في ذلك اليوم المشؤوم العاشر من أغسطس عام 2023م. تلك الذكرى نستذكر فيها بألمٍ يفتت الصخر رحيل عميدٍ من أعمدة القوات المسلحة الجنوبية، الذي نسج بسيفه وإرادته ملحمة نضالية خالدة، قدم خلال مسيرته العطرة مواقف مشرقة وأدواراً بطولية، ستبقى منقوشة في سفر التاريخ، ومتألقة في ضمير الأجيال كالنجوم.


تميز القائد الشهيد البطل عبداللطيف السيد بسيلٍ من التضحيات الجسام منذ فجر الألفية، واقفاً كالطود الشامخ في وجه القوات المحتلة. أشعل مع ثلة من الأبطال شرارة المقاومة، فكانوا شوكةً في حلوق الغزاة، مصدر إرباك دائم لقوى الاحتلال اليمني. ظل صامداً رغم المطاردة والملاحقة، مستهدفاً في بيته وذاته، حتى تحولت شعلة انتفاضته إلى بحرٍ من المواجهات المسلحة مع تشكيل اللجان الشعبية، سائراً بثباتٍ حتى تطهير المحافظة من رجس الإرهاب وأعوانه.


نشأ وترعرع الشاب المقاوم أبو محمد، ليتحول إلى صاعقةٍ مدوية على مستوى المحافظة. حظي بثقة القيادة الجنوبية وإجلالها، فتحمل أمانة قيادة الحزام الأمني، قادها بحنكة الأسود وبسالة الأبطال، فكان سيفاً مسلولاً لقن العناصر الإرهابية دروساً قاسية وهزائم نكراء في كل ربوع المحافظة. تعرض - وهو صامدٌ كالجبل - لأكثر من ثمانٍ وعشرين محاولة اغتيالٍ دنيئة، استهدفت إسقاط رمزه وكسر شوكته، مع كوكبةٍ من فرسان دربه، الشهيد صلاح اليوسفي عمليات الحزام الامني، الشهيد الشيخ محمد كريد الجعدني، والشهيد عصام يحيى، والشهيد محمد البكري، الشهيد محمد سعيد ابو عوض، والشهيد الشيخ حسن الربيزي، والشهيد منصور ناصر الجنيدي- إلى أن ارتقى شهيداً مرفوع الرأس في ساحات الشرف، وهو يطارد آخر فلول الإرهاب في مودية، ليختم مسيرة العطاء بختام الشهادة السامي.


عُرف القائد عبداللطيف السيد بقلبٍ لا يعرف الجبن، وبسالةٍ تزلزل الجبال. لأكثر من عقدين من الزمن، خاض غمار معارك طاحنة ضد تنظيمات الظلام، لم يتراجع فيها خطوةً إلى الوراء دفاعاً عن حرمة الجنوب وسيادة أرضه. كان طليعة المجاهدين، مقداماً لا يهاب الموت، يمتلك حكمة الحكماء ورأي السداد في تخطيطه مع القيادات العسكرية. كان في مقدمة الصفوف كالراية الخفاقة في الحملات العسكرية التي طهرت أبين من رجس الإرهاب والمليشيات الحوثية العفاشية. لم تكن بطولات الشهيد عبداللطيف السيد حبيسة الميدان العسكري وحده، بل امتدت أياديه البيضاء كغيث الخير في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية والقبلية. كان شيخاً قبلياً بثقله الاجتماعي الوازن، عماداً للتماسك والتلاحم، داعماً للشباب والرياضة بلا حدود، وسنداً قوياً للمشاريع الصغيرة والأسر المحتاجة. يتذكره كل أبناء أبين والجنوب بإجلالٍ وعرفان، كرجلٍ سطر بحياته ملحمة، وباستشهاده أسطورة.


كان لي الشرفٌ بتكليف من القائد حيدرة السيد قائد الحزام الأمني أبين، رئاسة اللجنة التحضيرية لإعداد كتابٍ يخلد سيرة هذا المجاهد العظيم ومسيرته النضالية المشرفة، ولإحياء ذكراه السنوية الأولى. بمشاركة كوكبةٍ من الإعلاميين المخلصين، عملنا على إعداد فيلم وثائقي يسرد بحرفيةٍ ووفاءٍ ملاحم بطولاته وتضحياته الجسام، ذلك القائد الذي حطم شوكة الإرهاب في كل معركة خاضها، وترك إرثاً من الشجاعة والتضحية سيظل مناراً يضيء درب الأحرار.


هكذا يكون الرجال... وهكذا تخلد الذكرى في قلوب الأحرار. رحمك الله يا أبا محمد، وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. لروحك الطاهرة السلام، ولذكراك العطرة الخلود في وجدان وطنك وشعبك الجنوبي الحر.