تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ98 لتأسيس الجيش الصيني، نشرت بكين لقطات لتجربة إطلاق صاروخ نووي عابر للقارات أجريت العام الماضي، إلى جانب الكشف رسميًا عن غواصة مزودة بصواريخ نووية وإزاحة الستار عن رابع سفينة هجومية برمائية من طراز Type 075.
وشهدت التجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برأس حربي وهمي، سقط في مياه دولية بالمحيط الهادئ داخل منطقة خالية من الأسلحة النووية، ما أثار قلق دول جزر جنوب المحيط الهادئ.
ويرى خبراء تحدثوا إلى مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الصاروخ الذي أطلقته الصين من طراز DF-31AG، وهو أول اختبار من هذا النوع منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الجيش الصيني تسارعًا في تطوير ترسانته النووية بأمر من الرئيس شي جين بينج. وتشير التقديرات إلى أن الصين تملك ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم بما لا يقل عن 600 رأس نووي.
وفي السياق ذاته، نشر التلفزيون المركزي الصيني تقريرًا مصورًا للتجربة، تضمن مشاهد للصاروخ في أثناء انطلاقه، مع تأكيد أحد ضباط قوة الصواريخ - المسؤولة عن الصواريخ النووية والتقليدية - أن العملية ارتبطت بـ"شرف القوة الصاروخية، وكرامة البلاد وثقتها بنفسها".
وأضاف الضابط: "انتظرت هذه اللحظة لأكثر من 20 عامًا"، مشددًا على جاهزية وحدته "دائمًا لتنفيذ أي مهمة توكل إليها".
الخبير العسكري الصيني سونج جونج بينج، أوضح لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أن هذه التجربة تعكس قدرات الصين على تنفيذ الضربة النووية الثانية، أي الرد على أي هجوم نووي يستهدفها، مشيرًا إلى أن ذلك يعزز قوة الردع الصينية.
وتلتزم بكين بسياسة "عدم الاستخدام الأول" للأسلحة النووية، إذ تعهدت - بحسب سفارتها في واشنطن - بعدم استخدام أو التهديد باستخدام السلاح النووي ضد الدول غير النووية أو المناطق الخالية من الأسلحة النووية.
وفي بيان سابق لوزارة الدفاع الصينية، سبتمبر 2024، أكدت بكين أن التجربة "جزء من الخطة التدريبية السنوية، ومتوافقة مع القانون الدولي والأعراف الدولية، وليست موجهة ضد أي دولة أو هدف".
وتشير تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين إلى أن الصين تمتلك نحو 462 منصة إطلاق صواريخ أرضية قادرة على استهداف البر الأمريكي، تشمل عائلات الصواريخ DF-5 وDF-31 وDF-41. أما البنتاجون يتوقع أن تمتلك بكين أكثر من 1000 رأس نووي بحلول عام 2030، في ظل التوسع السريع في برنامجها النووي.