آخر تحديث :الجمعة-30 مايو 2025-06:59ص
وثائقيات


قصة استشهاد الطالب عثمان العريقي في جعار

قصة استشهاد الطالب عثمان العريقي في جعار
الأربعاء - 28 مايو 2025 - 06:11 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

استشهد الطفل عثمان محمد العريقي وهو يردد مقولته المشهورة : ( شربهم الصبيحي الشراب وشربونا الموت ) .

كان هذا آخر كلامه عندما استشهد بقنبلة أمام شرطة جعار بداية العام 1967م .

في صباح ذلك اليوم توصلت مجموعة من الضباط البريطانيين على متن مروحية لزيارة الأمن بجعار وعند وصولهم مقر الشرطة التي تتوسط الشارع الرئيسي بجعار جرى لهم استقبال رسمي من قبل الأمن وتجمعت الجماهير القفيرة أمام الشرطة تستمتع بالمشهد وتهتف بشعارات عدائية ضد الاستعمار .

كنت متواجدا بجوار طاوة التوقيت الواقعة شرق المبنى عندما أحضر الصف ضابط احمد عمر الصبيحي الشراب للضيوف من السوق .

كان افراد الشرطة العرب تنظم الحشد وتدفعه بعيدا عن الشرطة وكانت الغوغائية هي السائدة .

وفي تلك اللحظة انفجرت قنبلة وسط الجماهير فانطلقت الجماهير هروبا كأنها جراد منتشر وتخلف عثمان العريقي مضرجا بدمه ، بُثرت بطنه وظهرت امعاءه وكانت شرارة اشتعال المظاهرات .

هربت جنوب بجوار سوق القات وعند بوابة سوق الخضرة كانت بركة العمياء تضرب بعصاها كالسيف يمنة ويسرة تصيب وتخطئ المارة وكأنها وسط غزوة وتسأل فلا من مجيب .

انعطفت يمينا بشارع السوق وكان يجري بجواري قريب لي توه نازل من الريف والدم يسيل من فخذه ، قلت له اصابتك شظية فقال عندما تركت جدي بالقرية قال لي ( جعلك فذخ يقطب رجلك ) .

وفي البيت سألني جدي من رمي القنبلة فلم اجبه يومها .

واليوم بعد ثلاث وخمسون عام ارد عليه واقول " نيران صديقة ".


بقلم/عبدالقادر حسين صالح الناخبي

مكة المكرمة

28 يونيو 2019م