في زمن الرويبضات لاغرابة ان ترى خطيبا يصعد المنبر يحدث الناس عن الطهارة والشرف وحسن الخلق والتصدق بيمينك دون ان تعرف يسارك.. في زمن الثورات المتأخونة المرفوس بعجينة متسخة اضرارها تفوق فوائدها بترليون مرة ومرة
ومن عجائب زمننا هذا اننا راينا وجوها غبرة ترهقوها فتاوى تكفيرية مجردة تماما من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.. لذا يتبادر لاذهاننا الاسئلة، كيف لصاحب عمامة سوداوية او عصابة راس بيضاء، وقميص اسدل ان يصبح تاجرا بماركة ثورية وبنكهة لصوصية ان يحلق لحيتيه المواكبة لقصات الشعر الفوضوية اليوم..؟
« ثم»
في عالم الغرائب المشبوه يتدحرج خطيب جامع كان ذات يوم يسير حافي القدم في الازقة والشوارع المزدحمة بالمارة من عامة الشعب، يركض ولا يلتفت يمنة او يسرة، وراسه منكسا وكأن الطير يقف راسه، كان يسير واعينه تفويض بالدمع وكما قال في احدى خطبه بان الاوضاع حينها طحنت الاخضر واليابس، انتزعت الابتسامات من الشفاه، وادمت قلوب المواطن المغلوب على امره، حتى اذا اوغل في حديثه ياخذ رقعة بيضاءليمسح بها وجنتيه المتعرقة جراء الحر الشديد، ويتناول ماء لكاس وضع امامه ليشرب منه لتبتل عروقه، ياخذ زفرات حتى يتسنى له استئناف خطبته الثانية: ايها الناس اسمعوا وعوا ان نار جهنم اشد حرا، ان اكلت السحت الى جهنم ورد، اتقوا الله في انفسكم واهلكم، تصدقوا فان الصدقات يذهبن السيئات وبها تشفى اسقامكم وتداوي مرضاكم، فلبثوا سنين على هكذا حال وهم يحدثوننا ويعلموننا كيف نتوضاء، وبعد كل هذا وعلى عجالة من زمن عمر ثورتهم الربيعية العبرية التي فتحت شهيتهم نحو بناء افاق رحبة مقدارها لهط الملايين والمليارات دون حق مكتسب، بهكذا صورة العدسات قصورهم ومنشاتهم المعمرة، راينا جامعاتهم التي شيدت على انقاض جامعة حكومية بخور مكسر، وفي انماء عمرت المدينة واصبحت مناصفة مع مالكها الشرعي، وافتتح فندق مؤخرا بمسمى اجنبي بالعاصمة الجنوبية عدن، وفندق اخر بجانبه، ولم نعد نسمع له طلاقة وفصاحة حديثه عن الصدقات ومسح راس اليتيم تقربا الى الله، وماهكذا تورد الابل.. زمن اغبر ورؤوس ينعت على حساب ديننا الاسلامي الحنيف، وياللهول، هكذا هول الحال والترحال من خطيب جامع الى مليادير في ليلة ثورة متأخونة مهووسة ومصابة بشهوة تملك السلطة