آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-12:23ص

عند الأزمات تختبر الإرادة الوطنية وتتجلى القدرات القيادية

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 10:31 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب

عند كل لحظة تحول وطنية وذات مغزى في حياة شعبنا؛ وفي كل خطوة وطنية إيجابية لصالح الناس وإستقرار المجتمع؛ فإن التفاعل معها لا يحتاج للضجيج ولا لتعداد فوائدها وأهميتها وضرورة الحفاظ عليها؛ لأن كل ذلك يدركه الناس ويلمسونه في حياتهم اليومية؛ وبالتالي فإن الأمر الأهم عندهم هو تعظيمها وشموليتها وحمايتها من المراوحة أو الإنتكاسة والعودة إلى ما كان قبلها.


فمن الملاحظ وفي ضوء ردود الأفعال التي تلت الإجراءات التي أتخذتها الحكومة والبنك المركزي وبرعاية وتوجيه القيادات السياسية وبمستوياتها المختلفة؛ فقد تبين بأن هناك من يقف عائقا أمام مواصلتها بنجاح؛ وبدأ البعض ممن شعروا بخطورتها على نفوذهم وفسادهم ومصالحهم غير المشروعة وعلى حساب الشعب ومعيشته وكرامته وإستقراره يتململون ويتحركون.


حيث بدأوا فعلا بإتخاذ كل الوسائل والتدابير المتاحة لهم – بصمت وبهدوء ودون صخب – لتعطيل كل جهد على طريق الإصلاحات الممكنة والمطلوبة في هذه الظروف؛ ويستخدمون كل أشكال الحجج والمبررات بعدم جدواها ومن أنها غير مدروسة وستصل لطريق مسدود؛ ويجندون بعض وسائل الإعلام الخاضعة لهم أو الواقعة تحت تأثيرهم وسطوة مالهم؛ ومعهم كل من يدور في فلكهم بحثا عن منفعة عابرة أو ( شحنا ) ماليا ( لضميره )؛ و( مدادا ) ملوثا بمعاناة الناس لحبر قلمه ليكون حاضرا وحسب الطلب على شبكات التواصل الإجتماعي؛ الأمر الذي يتطلب الحذر واليقظة وفضح كل ذلك ليتجنب الناس تأثيرها السلبي.


ومما لاشك فيه بأن المرحلة صعبة والأزمة ما زالت قائمة وعلى أشدها وعلى كل المستويات وفي مختلف مناحي الحياة؛ وهو ما يتطلب المزيد من الصبر والمعالجات الجادة والمدروسة؛ ففي الأزمات تمتحن الإرادات وصلابتها؛ وتختبر فيها القدرات والمهارات القيادية؛ وتتجلى إبداعاتها السياسية والميدانية؛ والتي تمكنها من حشد كل الطاقات وتوظيفها لخوض معركة التحول وتحقيق الغايات الوطنية النبيلة؛ وتحصينها من حالات التهور والإنفعالات ومن سوء التقدير للعواقب.