كتب/م.مسعود أحمد زين:
ثلاث رسائل مفصلية من الجنوب أعادت رسم المشهد السياسي
لم تفاجئني حشود عدن أو أبين أو يافع أو الضالع أو المكلا، رغم ضخامتها، إذ كنت متوقعًا شيئًا قريبًا مما حصل.
إن ما شد انتباهي وانتباه الكثيرين، وأولهم من كانت الرسائل موجهة إليه، هو ما تجسد في ثلاث محطات رئيسية:
أولًا: حشود سيئون
عاصمة وادي حضرموت، وهي في بؤرة البركان الأمني المتفجر على مستوى الجزيرة العربية، وخلال أقل من أربعٍ وعشرين ساعة خرجت بأكبر حشد لها منذ سنوات، بعد أن تقاطر أبناء حضرموت إليها من مختلف المديريات، لترسل رسالة واضحة وقوية إلى العالم أجمع بانحيازها لمشروع الدولة الجنوبية.
ثانيًا: حشود المهرة
التي تجمعت رغم ارتفاع أصوات طبول الحرب، ورغم أن دخان طائرات العدوان على ميناء المكلا كان لا يزال في السماء، فجاء الرد في يومه من أرض المهرة بتأكيد وحدة القضية الجنوبية من حوف إلى ميون.
ثالثًا: شبوة الموقف وشبوة الحشود
كان لموقف السلطة المحلية في شبوة مع المشروع الجنوبي ثقل سياسي كبير رجّح كفة القضية الجنوبية. وجاء البيان الصادر من شبوة من أقوى البيانات وأكثرها وضوحًا، إذ لخّص حيثيات المشهد القائم وما تقتضيه المرحلة ببلاغة يمكن أن تُدرّس في معاهد وكليات العلوم السياسية.
ثم جاءت حشود شبوة اليوم لتكرّس قوة الموقف بشكل أوسع وأغزر من أمطار الخريف، ليراها ويفهمها حتى من لا يمتلك بصيرة.
وشبوة فيها المبتدأ والخبر.
من باب المندب إلى المهرة، هذا شعب حي وأصيل، لا يهاب التحدي ولا يقبل الهزيمة، رأسماله كرامته، وحدوده أرضه وعرضه ودينه.
والله لا يخذل من صدقه.
