آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-11:42م

استعادة الدولة.. «من الحق المشروع إلى الضرورة الإقليمية»

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 07:49 م

د.أوهاد محمد
بقلم: د.أوهاد محمد
- ارشيف الكاتب

في علم السياسة هناك لحظات فارقة تسقط فيها كل النظريات المعلبة، وتتحطم فيها حسابات الخبراء على صخرة الواقع؛ فالمشهد المهيب الذي ترسمه الحشود، وعلى رأسهم "حرائر الجنوب" اللواتي يتقدمن الصفوف بعزيمة تزن الجبال يرسل رسالة سيكولوجية عميقة لا يفقهها أعداؤنا القابعون في فنادق الشتات أو خلف شاشات التضليل الإلكتروني بإن محاولاتكم البائسة لخلط الأوراق عبر الدبلوماسية الناعمة أو الضغوط الجانبية لإفشال مشروع استعادة الدولة تثير الشجاعة أكثر مما تثير القلق، وإن من يظن أن الجنوبي الذي قدم قوافل الشهداء سيتراجع مجاملة لضغط هنا أو هناك هو كمن يحرث في البحر.

لقد جربتم معنا الحرب العسكرية وحرب الخدمات وفشلتم، واليوم تجربون حرب الإحباط النفسي والشائعات وستفشلون، لأن جيناتنا السياسية لا تعرف اليأس، وكلما زاد مكركم زاد يقيننا بأننا على الطريق الصحيح، وأن صراخكم هو دليل ألمكم من اقترابنا من خط النهاية.

في هذا المنعطف التاريخي تقف القيادة السياسية الجنوبية بوعي استراتيجي فذ تدير المعركة الدبلوماسية بحكمة وعقلانية مدعومة بالقوات المسلحة الجنوبية، أولئك الأسود المرابطين في الجبهات الذين يكتبون ببارودهم حدود دولتنا القادمة، وأنتم من تفرضون واقعاً لا تملك الدول العظمى إلا احترامه؛ فالتناغم بين الحراك السياسي في الساحات، والحسم العسكري في الجبهات هو "كلمة الحتم" التي عجز الأعداء عن فك شفرتها.

نحن في الجنوب مدرسة في الوفاء نحترم تحالفاتنا، ونقدر عهودنا مع الأشقاء في التحالف العربي ودول الجوار كلمتنا ميثاق غليظ، وصدقنا في الشراكة أثبتته ميادين القتال لا طاولات الفنادق، وإن حترامنا للتحالفات ينبع من قوتنا لا من ضعفنا، ومن شراكتنا لا من تبعيتنا، وإن استعادة الدولة الجنوبية ليست بنداً قابلاً للتفاوض أو المقايضة؛ بل الهدف الأسمى الذي من أجله نحترم العهود ومن أجله نواصل المسير.

إن أمن المنطقة واستقرار الإقليم مرهونان بعودة الجنوب سيداً على أرضه، وشريكاً قوياً في حماية الأمن القومي العربي؛ أما الأعداء المتربصون فلكم منا نصيحة مجانية وفروا أموالكم ومؤامراتكم، فالتاريخ لا يعود للوراء والجنوب لن يعود إلا جنوباً.