من واقع حبنا لهذا البلد العظيم وشعبه الكريم، وما يحتويه من مقدسات إسلامية، وما تزخر به أرضه من علماء دين سابقين ولاحقين، إضافة إلى وحدة اللغة والجنس والجغرافيا وحق الجوار، نرجو من أصحاب القرار في بلاد الحرمين الشريفين عدم التهور وعدم الانجرار خلف التسويقات الزائفة والتلفيقات الكاذبة، وإعادة النظر في السياسة الخارجية، ليس تجاه بلد بعينه، بل تجاه جميع البلدان العربية والإسلامية، مع مراعاة حقوق الشعوب، لتظل بلاد التوحيد قائدة للأمتين العربية والإسلامية، وتكسب ود هذه الأمم، وتكون جميعها في خندق واحد خلف المملكة العربية السعودية ضد الأخطار المحدقة بالأمة من كل الجوانب، ومن مكائد الأعداء، وما أكثرهم اليوم الذين يتربصون بأمن الأمة وسلامتها واستقرارها.
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، والمخاطر الجسيمة، والتقلبات السياسية التي تمر بها الأمة من المحيط إلى الخليج، بات من الضروري على الجميع توحيد الصفوف والاجتماع على كلمة سواء، والتعاون على مصالح المجتمعات، وعدم الانجرار نحو الفوضى أو إشعال حروب عبثية لا طائل منها إلا الضرر للجميع.
ونناشد الأشقاء في المملكة التريث قبل اتخاذ أي قرارات خاطئة تجاه الأمن القومي للمنطقة، كي لا تُفتح ثغرات واسعة يستغلها الأعداء المتربصون بالأمن العام لشعوب الجزيرة، الذين ينتظرون اللحظة المناسبة لتحقيق مطامعهم وأهدافهم الخبيثة.
فما يحدث الآن من تحركات في شرق وطننا الحبيب يُنذر كارثة إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة قد تعم المحيط كله، خاصة مع تحين الأعداء الفرص المناسبة، ومن أبرزهم: الكيان الصهيوني، إيران، تركيا، بالإضافة إلى المعسكر الغربي.