بقلم: عبدالله بن هرهرة
إذا رغبت المملكة العربية السعودية في استخدام القوة العسكرية لفرض إخراج القوات الجنوبية من أرضها وجغرافيتها في الشرق، فلن يكون أمام الجنوبيين سوى خيار واحد، وهو الصمود، في ظل التفاف شعبي وسياسي واسع يمتد على كامل الجغرافيا الجنوبية.
لقد صمد الحوثي، وهو على باطل، فكيف لا يصمد مشروع وطني عادل يواجه الظلم والقهر والاحتلال؟ وحتى لو اجتمع العالم كله، فإن النتيجة في النهاية ستكون الانتصار، لأن القضايا العادلة لا تُهزم.
ما قدمته السعودية، سواء بقصد أو من دون قصد، يمكن اعتباره هدية سياسية مع اقتراب رأس السنة الجديدة، تمثلت في سقوط آخر قلاع ما يسمى بـ«الوحدة اليمنية المزيفة»، التي لم تعد قائمة إلا بالاسم.
اليوم، تقف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أمام فرصة تاريخية نادرة؛ فشعب الجنوب بكل أطيافه، ونخبه السياسية والاجتماعية، والحركة الوطنية الجنوبية، يقفون في صف واحد. وفي المقابل، تمر القوى اليمنية بأضعف حالاتها، ولم يبقَ لها سوى التعويل على السعودية لحماية وحدة لم يعد لها وجود فعلي على الأرض.
سياسيًا، ما حدث هو بمثابة «كش ملك». الكرة الآن في ملعب قيادة المجلس الانتقالي:
إما استثمار هذه اللحظة التاريخية الفارقة، أو التفريط بفرصة قد لا تتكرر نهائيًا.
