آخر تحديث :الأحد-28 ديسمبر 2025-12:55ص
أخبار وتقارير


قراءة جنوبية: العليمي يعيد إنتاج نهج 1994 ويصعّد ضد الجنوب

قراءة جنوبية: العليمي يعيد إنتاج نهج 1994 ويصعّد ضد الجنوب
السبت - 27 ديسمبر 2025 - 10:47 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

قدّم المحلل السياسي الجنوبي م. مسعود أحمد زين قراءة نقدية حادة لمسار عمل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، معتبرًا أن ما يجري يمثل توظيفًا ممنهجًا لمؤسسات ما تُسمى بالشرعية في مشروع عدائي يستهدف الجنوب وقواته، ويعيد إحياء الاصطفافات التي قادت إلى حرب صيف 1994.

وأوضح زين أن مجلس الدفاع الوطني، منذ تولي العليمي رئاسته، لم يُعقد لمناقشة أي استراتيجية وطنية جادة لمواجهة مليشيات الحوثي، رغم كونها التهديد العسكري والسياسي الأخطر، مؤكدًا أن المجلس جرى استخدامه حصريًا في سياق موجه ضد الجنوب، في انحراف واضح عن مهامه الدستورية والوطنية.

وفي حديثه عن الاجتماع العسكري الأخير، أشار زين إلى اختلال متعمد في التمثيل داخل مجلس القيادة، حيث تم تهميش ثلاثة من أصل أربعة أعضاء، مقابل حضور ثلاثة يمثلون الطرف الشمالي، معتبرًا أن هذا الترتيب يعكس رسالة سياسية وعسكرية واضحة بشأن وجهة القرار وأهدافه.

وأكد أن هذا المشهد يعيد الجنوب إلى أجواء ما قبل حرب 1994، حين جرى تسخير مؤسسات الدولة والقرار العسكري تحت شعارات “الوحدة” و”الدولة”، بينما كان الهدف الحقيقي إخضاع الجنوب وإلغاء إرادته السياسية.

وشدد زين على أن ما يقوم به العليمي لا يمكن تصنيفه كأخطاء سياسية عابرة، بل يمثل عملية تعبئة جديدة تستهدف الجنوب، تختلف أدواتها عن الماضي، لكنها تتطابق معه في الجوهر والغاية، لافتًا إلى أن تغييب الحوثي عن دائرة المواجهة، مقابل توجيه البوصلة جنوبًا، يكشف طبيعة الصراع الجاري التحضير له.

وفي الشأن الميداني، أكد زين أن القوات المسلحة الجنوبية ليست في موقع الدفاع عن وجودها، بل هي قوات موجودة على أرضها وتستند إلى شرعية شعبية وميدانية، ولا تخيفها لغة التهديد أو التصعيد.

وبخصوص ما يُتداول عن ترتيبات عسكرية في حضرموت والمهرة، شدد زين على أن أي ترتيبات تُفرض بالقوة أو من خارج إرادة أبناء المحافظتين لن تكون مقبولة، مؤكدًا أن الجنوب لم يعد ساحة مفتوحة لقرارات تُتخذ دون موافقته أو لقوات لا تمثّل أبناءه ولا تخدم أمنه.

ورغم حدة الموقف، أكد زين أن الباب ما زال مفتوحًا أمام الحلول السياسية، شريطة أن تقوم على الحوار الندي والمتكافئ، لا على فرض الوقائع العسكرية تحت غطاء سياسي.

واختتم زين حديثه بمعادلة واضحة، مفادها أن من لا يريد وجود القوات الجنوبية في محافظات الجنوب، لا يحق له المطالبة بمشاركتها في أي مهام خارج حدوده، معتبرًا أن الانتقائية في التعامل مع هذه القوات تكشف ازدواجية فاضحة بين استدعائها عند الحاجة ومحاولة إقصائها عند الحديث عن السيادة على الأرض.