آخر تحديث :الأحد-28 ديسمبر 2025-12:55ص
أخبار وتقارير


رسالة إلى اللواء عيدروس الزُبيدي.. "سلام الشجعان"

رسالة إلى اللواء عيدروس الزُبيدي.. "سلام الشجعان"
السبت - 27 ديسمبر 2025 - 10:22 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

يافع رصُد - د. صلاح زيد جرهوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


سيادة الرئيس اللواء/عيدروس قاسم الزُبيدي،

إنك اليوم تقف على أعتاب لحظةٍ مفصلية من تاريخ اليمن، لحظة لا تُقاس بزمنٍ عابر، بل بمصير أكثر من أربعين مليون إنسان، وبمسؤولية تاريخية ستُكتب سطورها في ذاكرة الأجيال القادمة، جيلاً بعد جيل.


سيادة الرئيس، شاءت إرادة الله، ثم ظروف هذا الوطن المثقل بالجراح، أن تكون في هذا التوقيت رجل المرحلة، وأن تُحمَّل أمانة ثقيلة لم تُمنح لك تشريفاً، بل تكليفاً. تكليفٌ بجمع وطنٍ أنهكته الحروب، وبإنهاء صراعٍ طال أمده، وبفتح نافذة أمل لشعبٍ يتطلع إلى دولة عادلة تحفظ كرامته وحقوقه.


إن إعلانك رئيساً لليمن، وإقرار أن عدن هي العاصمة الدائمة للدولة، ليس إجراءً سياسياً عادياً، بل قراراً تاريخياً يعيد الاعتبار لهذه المدينة، ويؤكد أن الجنوب كان ولا يزال ركيزة الاستقرار، وبوابة المستقبل، وأحد أعمدة الدولة المنشودة.


سيادة الرئيس، إن الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، واعتماد نظام الدولة الاتحادية، واحترام حق الأقاليم في إدارة شؤونها، يمثل الأساس الحقيقي لبناء يمنٍ جديد، يمنٍ يقوم على الشراكة لا الإقصاء، وعلى العدالة لا الهيمنة، وعلى القانون لا منطق القوة.


وفي صلب هذا المشروع الوطني، يبرز حق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم بوصفه حقاً أصيلاً، ومشروعاً لا يقبل المماطلة ولا التسويف، ولا يسقط بالتقادم. وعليه، فإن إجراء استفتاء شعبي حر ونزيه تحت إشراف خليجي ودولي وبرعاية الأمم المتحدة، يُحدَّد له إطارٌ زمني مُلزِم لا يتجاوز سبع سنوات كحدٍ أقصى، لا يقبل التمديد أو التأجيل، يُعد التزاماً سياسياً وأخلاقياً ووطنياً أمام الله، وأمام الشعب، وأمام المجتمع الدولي.


سبع سنوات ليست وعداً مفتوحاً، ولا سقفاً قابلاً للمراوغة، بل مهلة نهائية واضحة تُستثمر لبناء السلام، وترسيخ مؤسسات الدولة، وتهيئة المناخ القانوني والسياسي، ثم الاحتكام الكامل لإرادة شعب الجنوب، ليختار مستقبله بحرية تامة ومسؤولة، سواء في إطار دولة اتحادية يمنية من ستة أقاليم، أو إقليمين، أو باستعادة دولة الجنوب على حدود ما قبل عام 1990م.


سيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، إن التاريخ اليوم لا يطلب منك المستحيل، بل يضع بين يديك فرصة نادرة:

فرصة صناعة سلام الشجعان، سلامٍ لا يُقصي أحداً، ولا يظلم جهة، سلامٍ يجمع الجنوب والشمال على قاعدة العدل، وينتصر للإنسان قبل الجغرافيا، وللوطن قبل المصالح الضيقة.


أن تُنصف الجنوب دون أن تنسئ الشمال، وأن تنتصر للمظلوم أينما كان، وأن تُغلِّب مصلحة الشعب على كل حسابات أخرى، فتُسجَّل في ذاكرة اليمنيين قائداً اختار طريق العدالة والسلام، لا طريق الفرض والقوة.


إنها لحظة صدق مع الله،

ولحظة صدق مع الوطن،

ولحظة صدق مع التاريخ.

والأمم لا تخلّد المترددين،

بل تخلّد أصحاب القرارات الشجاعة.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


د. صلاح زيد جرهوم

ملتقئ اطباء يافع