آخر تحديث :الأحد-28 ديسمبر 2025-12:59ص
أخبار وتقارير


د. صدام عبدالله: من سناح إلى وادي حضرموت.. دماء الجنوب ترفض الانكسار وتصنع الانتصار

د. صدام عبدالله: من سناح إلى وادي حضرموت.. دماء الجنوب ترفض الانكسار وتصنع الانتصار
السبت - 27 ديسمبر 2025 - 10:00 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

تطل علينا الذكرى الثانية عشرة لمجزرة سناح في الضالع لتنكأ جرحًا وطنيًا غائرًا، لا يزال شاهداً على وحشية النظام الذي استباح دماء المدنيين العزل في مخيم عزاء بدم بارد. إن هذه الجريمة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت ضريبة الدم التي دفعها أبناء الضالع الأوفياء لإعلان تضامنهم المطلق مع الهبة الحضرمية التي انطلقت عقب استشهاد الشيخ سعد بن حبريش برصاص ذات النظام في وادي حضرموت.

لقد جسدت سناح في ذكراها وحدة المصير الجنوبي، حيث امتزجت دماء الضالع بوجع حضرموت، معلنة رفضًا قاطعًا لسياسات القمع والإبادة التي انتهجتها قوى الأنظمة اليمنية الحاكمة المتعاقبة بمختلف مسمياتها لتركيع الشعب الجنوبي.

واليوم يتجلى هذا الإرث النضالي في التحركات الاستراتيجية التي تقودها القيادة الجنوبية، والتي تهدف إلى تطهير وتأمين وادي حضرموت من براثن الجماعات الإرهابية والمليشيات الحوثية. إن الانتشار الأمني والعسكري الأخير للقوات الجنوبية في مناطق الوادي ليس مجرد خطوة دفاعية، بل هو قطع لشريان التهريب والإمداد الذي طالما استُخدم من قبل القوى المعادية لزعزعة استقرار الجنوب، خاصة والمنطقة عامة.

هذه البطولات الميدانية تأتي امتدادًا لروح الهبة الحضرمية، وتأكيدًا على أن زمن استباحة الأرض والإنسان قد ولى، وأن المجلس الانتقالي عازم على الحفاظ على السيادة الكاملة وحماية المقدرات الوطنية من العبث الحوثي أو الإرهابي الذي يتغذى على الفوضى.

وفي هذا السياق المفصلي، تأتي الدعوات الشعبية الواسعة لأبناء حضرموت للاحتشاد غدًا، لتجدد التفويض الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي والوقوف خلف خطواته التصحيحية في الوادي. إن هذا الحشد المتوقع يمثل الاستفتاء الشعبي الأقوى على رفض بقاء أي قوات لا تنتمي للأرض، والتفافًا وطنيًا حول مشروع الاستقلال.

إن دماء شهداء سناح وحضرموت تثمر اليوم وعيًا جمعيًا يرفض التهميش، ويؤسس لمرحلة جديدة من التمكين العسكري والسياسي، ليظل الجنوب جسدًا واحدًا من الضالع إلى المهرة، عصيًا على الانكسار أمام أي منهج تمزيقي، سواء كان عرقيًا، إماميًا، أو قمعيًا استبداديًا.

ختامًا، ستبقى مجزرة سناح لعنة تطارد القتلة، ومنارة تستنهض همم الأجيال لاستكمال معركة التحرير. إن الوفاء لشهداء تلك المجزرة ولتضحيات أبطال الهبة الحضرمية الحقيقية يتمثل اليوم في حماية المكتسبات التي تحققت على الأرض، ودعم تحركات القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي لتأمين وادي حضرموت وتطهيره، لضمان مستقبل يسوده العدل، ويتحقق فيه تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة.