آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-11:02م
أخبار وتقارير


الأصناف الهجينة (F1) ودورها في تحقيق الأمن الغذائي حقائق علمية وتصحيح مفاهيم خاطئة

الأصناف الهجينة (F1) ودورها في تحقيق الأمن الغذائي
حقائق علمية وتصحيح مفاهيم خاطئة
السبت - 27 ديسمبر 2025 - 08:54 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كثُر في الآونة الأخيرة الهمز واللمز حول موضوع الأصناف الهجينة (F1) لمختلف المحاصيل الزراعية، وتناقلت بعض المجالس الزراعية معلومات غير دقيقة، بل ومخاوف لا تستند إلى أساس علمي.

ومن واجبنا كمهتمين بالشأن الزراعي توضيح الحقيقة للمزارع بلغة بسيطة، بعيدًا عن التهويل أو التهوين.

هل الأصناف الهجينة (F1) ضارة بالصحة؟

نقولها وبكل ثقة علمية:

الأصناف الهجينة (F1) غير ضارة بالصحة إطلاقًا، وهي آمنة للاستهلاك البشري والحيواني.

بل إن كثيرًا من هذه الأصناف تتميز بطعم أفضل، وجودة أعلى، وقيمة غذائية جيدة.

والجدل الدائر حولها لا يتعلق بالسلامة الغذائية، وإنما يتركز في الجانب الزراعي والاقتصادي فقط.

ما هي الأصناف الهجينة (F1)؟

الأصناف الهجينة هي ناتج تهجين مدروس بين أبوين نقيين، بهدف جمع صفات مرغوبة، مثل:

إنتاجية عالية

مقاومة للأمراض والآفات

تجانس في النمو والحجم

تحمّل أفضل للظروف البيئية القاسية (الحرارة، الجفاف، الرطوبة)

العيب الحقيقي للأصناف الهجينة

العيب الأساسي، وهو عيب زراعي وليس صحيًا، يتمثل في:

عدم إمكانية حفظ بذورها للموسم التالي

الجيل الثاني (F2) لا يعطي نفس صفات الجيل الأول

وهذا يعني أن المزارع يحتاج إلى شراء بذور جديدة كل موسم.

لكننا نؤكد هنا أنه طالما أن البذور الهجينة متوفرة في كل موسم، فلا داعي للخوف أو القلق.

أمثلة حيّة على مساهمة الهجن في الأمن الغذائي

الذرة الشامية الهجينة

في كثير من المناطق الزراعية أعطت الذرة الهجينة إنتاجية تفوق الأصناف البلدية بنسبة كبيرة، وقد تصل إلى ثلاثة أضعاف.

كما وفّرت محصولًا وفيرًا في مساحة أقل، وساعدت في سد فجوة الأعلاف والغذاء،

ما يعني زيادة الإنتاج، وتقليل الاستيراد، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.

الطماطم الهجينة (F1)

مقاومة لأمراض الذبول والفيروسات

إنتاج مستمر لفترة أطول

ثمار متجانسة قابلة للتسويق

وهذا يرفع دخل المزارع ويضمن توفر الطماطم في الأسواق لفترات أطول.

التوازن المطلوب بين الهجن والأصناف البلدية

نؤكد هنا نقطة في غاية الأهمية:

المزارعون الذين يمتلكون أصنافًا بلدية نقية وأصلية، عليهم واجب وطني وزراعي بالحفاظ عليها، والتوسع في زراعتها، وتخزين بذورها في مخازن مناسبة تحميها من التلف.

فالأصناف البلدية تمثل رصيدًا وراثيًا استراتيجيًا، بينما تمثل الهجن أداة إنتاجية سريعة لتحقيق الأمن الغذائي.

لماذا تُعدّ الهجن ركيزة للأمن الغذائي؟

لأنها ببساطة:

تعطي إنتاجية عالية في وقت قصير

مقاومة للأمراض، مما يقلل استخدام المبيدات

تتكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية

تضمن استقرار الإنتاج الزراعي

خلاصة القول

الأصناف الهجينة (F1) آمنة غذائيًا، ومفيدة زراعيًا، ومهمة لتحقيق الأمن الغذائي.

والخلاف حولها ليس صحيًا، بل اقتصاديًا وإداريًا.

رسالتي إلى المزارع:

لا تجعل الخوف من المجهول يوقفك عن التطور. ازرع الهجين لزيادة الإنتاج، واحفظ الصنف البلدي لحماية المستقبل، فالأمن الغذائي يحتاج عقلًا منفتحًا وجذورًا أصيلة.

عبدالقادر السميطي

دلتا أبين