كتب/د.عدنان علي سالم البيض:
يافع جزء أصيل من تاريخ حضرموت، ويجب أن نفهم أنها جزء لا يتجزأ من النسيج الحضري الحضرمي. كيف جاء ذلك؟
في عام 1087هـ، وصلت جيوش الإمام الزيدي المتوكل على الله إسماعيل القاسم إلى حضرموت واحتلّت بعض مناطقها بالقوة خلال حكم آل كثير، ولم يستطع هؤلاء مقاومة الجيش الزيدي، فعجزوا عن إيجاد حل فعلي فالتجأوا إلى المرجعية الدينية، التي مثلها السادة ال الشيخ أبو بكر، وهو الحبيب أبو بكر بن سالم مول عينات. نصح الحبيب السلطان بأن قبائل يافع هي الأكثر شجاعة وأشد بأساً، ولها تاريخ طويل من الحروب مع الأئمة.
قال السيد أبو بكر: "سوف أعطيك وصية لقبائل يافع"، فرفض السلطان وقال: "سوف نذهب معاً". والمثل يقول في حضرموت وشبوة: "الوصايا لا تجيب الإبل"، فانطلقوا معاً إلى قبائل يافع، ولَبّوا النداء ودحروا جيش المتوكل إسماعيل. وبعد خروج الزيديين، قال الحبيب السيد للسلطان: "عليك بيافع، اجعلهم أهلك وملكهم، وأنت ستكون سالمًا".
وقد كان المؤرخون يطلقون على قبائل يافع اسم "يافع التلد"، وبعد نحو 90 عاماً، جاء الأخوة من يافع من السلطان وسُمّوا "يافع العسكر". أليست يافع جزءاً من حضرموت؟
أما حضرموت القديمة والتاريخية فهي قبائل ومملكة كندة بكل فروعها، وهذا ما سنشرحه لاحقاً. اليوم، كل التاريخ أمامنا، والتاريخ الحديث يؤكد أن الجنوب واحد: الظالع والشعيب والصبيحة وأبين وحضرموت وشبوة وعدن ولحج وسقطرى، كلها تاج الجنوب، رمز الخير والحضارة والفن، وقلب الجنوب النابض بالتاريخ والمجد.