كتب/فهمي السنيدي
أمام حدث اليوم، الذي تجاوز فيه الحشد الجماهيري المليون ونصف المليون جنوبي، إلى جانب السيطرة العسكرية الكاملة على تراب الجنوب، أثبتت القيادة السياسية أنها قيادة حصيفة لا تتعامل وفق قواعد العاطفة. وهنا خاب ظن الذين اعتقدوا أن هذه الانتصارات الساحقة ستدفع القيادة إلى اتخاذ قرارات عاطفية قد تكون بمثابة انتحار سياسي.
لكن القيادة كانت أكثر وعيًا بمتطلبات وشروط إعلان الدولة، وهي اليوم تجري ترتيبات استكمال بناء مؤسسات جنوبية خالصة، ثم سيأتي موعد الإعلان بعد أن تكون كل الظروف قد نضجت. فالدول لا يصنعها المتشنجون أو العاطفيون، بل يصنعها أصحاب الحنكة السياسية، القادرون على قراءة المصالح الدولية والإقليمية، والواعون تمامًا بموعد بلورة المواقف بما يصب في اتجاه مطالب الشعب.