كتب/رمزي فرج الشيبه
حب الوطن والتغني به ليس محصورًا على فئة معينة، بل هو حق للجميع، لكن هناك فرق بين من يثبت قوله بالفعل في الميدان وقت الشدة والرخاء، ومن يتغنى به من مكان آخر ومن خلف الستار.
المرحلة الحالية، وما يمر به الوطن من متغيرات على الصعيدين المحلي والدولي، يجب أن نقيسه بميزان الحكمة والحنكة الوطنية التي تصب في المصلحة الجنوبية العامة، وليس بما يُسمى الوطنية من التمترس المناطقي أو الجهوي، أو المكايدات السياسية، أو المشاريع المنقوصة والخاصة.
النضال والمبدأ والإيمان بالقضايا التي نحملها لا يكون مؤقتًا أو متقطعًا حسب أهوائنا وامزجتنا، ولا يتغير مع حصول انتكاسة أو منعطف حرج للقضية أو الوطن، ولا يُبدل كيفما نشاء حسب المرحلة أو المصلحة.
الثبات على المبدأ والهدف هو ما يجب أن يُقاس عليه مسمى الوطنية وحب الوطن.
فصكوك الوطنية لا يمنحها البشر للبشر، بل هم شهود عيان عليها. من يمنح الصكوك هي الميادين والساحات، والثبات، والانتماء الحقيقي للذي لم تزحزحه الأعاصير ولا الوهن الذي مر به الجنوب وشعبه وثورته في فترة من الفترات.
صوت الحقيقة يجب أن يُقال ويسمعه الجميع، فلولا ثبات من وضعوا الجنوب في قلوبهم ولم تغلبهم المصالح الخاصة والمشاريع الضيقة، لما عاد الجنوب بصورته وهيئته الحالية بهذه القوة والتماسك والسيطرة. وما هذه الانتصارات العسكرية والزخم الشعبي الثوري المرافق لها إلا نتاج الثبات على المبدأ ووفاء للعهد.
