ما إن حزموا حقائبهم الفاخرة وغادروا الجنوب الذي ضاق بفسادهم، حتى تحولت حناجرهم فجأة إلى أبواق للمثالية، ومنصات للوعظ الوطني.
هؤلاء الذين أغرقوا عدن بالظلام الدامس وجدوا في الخارج مناخًا ملائمًا لإطلاق التنهيدات المصطنعة على "حقوق الإنسان" و"القرارات الأحادية".
تتباكون بدموع كاذبة على حقوق الإنسان والاعتقالات؟ أين كانت هذه الإنسانية المزعومة حين كنتم تدكون الجنوب بمدافعكم في صيف (1994)؟ أين كانت المحاسبة حين كنتم تسحلون الجنوبيين في الشوارع وتفتون باستباحة دماء الأطفال والنساء؟
أنتم تملكون ذاكرة تعفنت من رائحة الدم والخيانة ذاكرة انتقائية تعتقد أن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتموها نزهة بينما حماية الجنوب لأمنه اليوم انتهاك!
كفوا عن هذا العواء.. قراراتنا الأحادية هي "مشرط الجراح" لاستئصال أورامكم الخبيثة التي زرعتموها في جسد الدولة، ومن يده ملطخة بدماء الجنوبيين منذ أكثر من ثلاثين عاماً مكانه قفص الاتهام لا منصات التصريح وفروا نصائحكم لأنفسكم، فالجنوبيون اليوم هم القضاة لتاريخكم الأسود، ولن يخرجوا من أرضهم..بل سيخرجون بقاياكم منها إلى الأبد.