خيّم الحزن والغضب على الأوساط القبلية والاجتماعية في محافظة شبوة، عقب تداول مقطع مصوّر يوثّق حادثة إعدام أحد المواطنين في واقعة أثارت جدلًا واسعًا، واعتبرها مراقبون تجاوزًا للأعراف القبلية والقيم الإنسانية، فضلًا عن الضوابط المتعارف عليها في تنفيذ القصاص.
وبحسب مصادر محلية، فإن المواطن الذي ارتبط اسمه بقضية قبلية معروفة كان قد سلّم نفسه طواعية لأولياء الدم، على أمل نيل العفو أو تنفيذ الحكم بطريقة تراعي الكرامة الإنسانية، إلا أن ما جرى لاحقًا فجّر موجة استياء عارمة.
وأفاد شهود عيان أن عملية الإعدام نُفذت أمام أفراد من أسرته، في مشهد صادم أثار تساؤلات واسعة حول طريقة التنفيذ، التي رأى كثيرون أنها خرجت عن إطار القصاص الشرعي إلى أسلوب انتقامي قاسٍ.
وتناقل ناشطون أن الضحية ردّد قبيل وفاته عبارات يؤكد فيها تعرضه للظلم، ما زاد من حدة التفاعل الشعبي، ودفع وجهاء ومشايخ قبليين إلى وصف ما حدث بأنه إساءة بالغة للقيم القبلية وجهود الوساطة التي سبقت تسليمه.
وأثار الحادث موجة إدانات واسعة، حيث أكد أبناء القبائل أن ما جرى لا يمثل أخلاق القبيلة ولا تقاليدها، مشددين على أن الشهامة والناموس يفرضان احترام الإنسان حتى في أشد الخلافات.
ودعا عقلاء ومشايخ شبوة إلى موقف جاد ومسؤول لوقف مثل هذه الممارسات، محذرين من تحويل القصاص إلى أعمال انتقامية، ومؤكدين أن العدالة لا تنفصل عن الرحمة، وأن الحفاظ على السلم الاجتماعي مسؤولية جماعية لا تحتمل التهاون.