آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-11:23م
أخبار وتقارير


الأحزاب ما بعد الثورة: الحفاظ على الوحدة الجنوبية أولوية واستئصال الأفكار المعاكسة

الأحزاب ما بعد الثورة: الحفاظ على الوحدة الجنوبية أولوية واستئصال الأفكار المعاكسة
الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - 07:58 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب/رمزي فرج الشيبه:

الجنوب لكل أبنائه، ولا خلاف على ذلك، ولن تكتمل الوحدة الجنوبية إلا بهذا الأساس. ولا خلاف أيضًا على أن يظل الجميع في إطار انتمائه الحزبي إذا أراد ذلك، فهذه قناعاته وآراؤه الشخصية، ولن يستطيع أحد سلبه هذا الحق.


لكن الخلاف، وما يختلف عليه الجميع في الوقت الراهن وما بعد الثورة، هو استمرار بعض الاستراتيجيات الإيديولوجية كبند أساسي في أنظمة داخلية لبعض الأحزاب والمكونات والتيارات الجنوبية، التي لا تزال تحمل – ويستمر أعضاؤها في حمل – أفكارًا تنادي بالوحدة اليمنية أو إصلاح مسارها كأهداف ومبادئ لتلك الأحزاب والمكونات.


فقد تكون تلك الأهداف والمبادئ والرؤى يومًا ما مثل "مسمار جحا" أو "شعرة معاوية"، أي عقبة تعكر صفو الثوابت الوطنية الجنوبية.


لذلك، كل ما يخالف ويعكر صفو الثوابت الوطنية الجنوبية وأهداف الثورة وقضية شعب الجنوب والاصطفاف حول الوحدة الجنوبية، يجب التنبه له واستئصاله، ووضعه في إطار مناسب للمرحلة ما بعد الثورة، واستبداله بأهداف ورؤى تحافظ على الوحدة الجنوبية وتعمل على إصلاح الاختلالات والاختلافات إن وجدت مستقبلاً، في إطار معارضة صحية ثابتة الأهداف تتماشى مع أهداف ومبادئ الثورة الجنوبية.


إن انضمام قوى وتيارات وأشخاص للثورة الجنوبية، ومباركتها، وتأييد انتصاراتها والمطالبة باستعادة الدولة، حتى وإن لم يمثلوا هذا النهج سابقًا، هو بحد ذاته مكسب ونجاح للقضية الجنوبية ويؤكد أن المسار يسير في الاتجاه الصحيح.


لكن يجب ألا نغفل الواقع، وأن نقدم هؤلاء إلى الصف الأول ونعطيهم الريادة وكأنهم هم من أعادوا الدولة أو أشعلوا فتيل انطلاق الثورة.


وحين يحين الوقت لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يجب أن يكون ضمن إطاره الشرعي والمناسب. فهناك من الثوار الجنوبيين السباقين من يحملون المؤهلات العليا والشهادات الجامعية، بل وأصحاب كفاءات علمية.


كون البعض يقيس الأمور بمنظوره الخاص لإصلاح بعض المؤسسات المدنية والعسكرية والهيئات، مستخدمين أشخاصًا بعيدين عن الثورة أو من الجانب المضاد، متذرعين بأنهم أصحاب خبرة ورجال دولة، فإننا إذا نظرنا بعقلانية نجد أنه طوال فترة إدعائهم بالدولة، لم نرَ منها إلا استشراء الفساد والمحسوبية والولاء للأشخاص والأحزاب، كونها كانت تعمل بالمحاصصة السياسية بعيدًا عن الانتماء الحقيقي للدولة والوطن.