كتب: . علي السليماني
مشاركتي في الاعتصام الجنوبي المفتوح في محافظة أبين بمدينة زنجبار عاصمة المحافظة، والذي تأتي إقامته ضمن فعاليات الاعتصامات المفتوحة في جميع المحافظات والمدن الجنوبية، بدعوة من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً بالرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لحشد الجماهير الجنوبية والمطالبة بإعلان قيام الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن على كامل حدودها قبل وحدة 22 مايو 1990م.
حيث جاءت فعاليات الفعل الثوري الجنوبي من خلال المهرجانات الجماهيرية في الاعتصامات المفتوحة في خضم زخم الانتصارات الجنوبية، وقواتها المسلحة التي حققتها في السيطرة على المحافظات الجنوبية الشرقية حضرموت والمهرة.
ولكنني هنا، وفي طي سطور هذا المقال، لست بحاجة لأن أتحدث عن أهمية القضية الجنوبية وفشل الوحدة الاندماجية ونضال الشعب الجنوبي وحقه المشروع في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة الوطنية، فالشعب الجنوبي قاطبة أصبح اليوم مدركًا كل الإدراك الواعي بأهمية قضيته الوطنية، وموحدًا في تطلعاته ورؤيته المستقبلية في بناء دولته الجامعة لكل أبنائها.
وبالعودة إلى الاعتصامات الجنوبية المفتوحة في محافظة أبين، التي تستمر فعالياتها في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وفي مدينة لودر ملتقى المنطقة الوسطى لمديريات لودر ومودية والوضيع والمحفد ومكيراس.
في الحقيقة، إن محافظة أبين كان الوضع فيها مختلفًا عن باقي المحافظات الجنوبية، لما شابها من الانقسام السياسي الجنوبي–الجنوبي، والإقصاءات لمعظم رموزها السياسية وكوادرها القيادية الإدارية والعسكرية، بالإضافة إلى تأثيرات الحرب الداخلية الأخيرة في عدن وشقرة والشيخ سالم، وتدني شعبية وتلاشي مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي. ولكن النجاح الكبير وتوافد الحشود الجماهيرية بمختلف الفئات والتوجهات الذي حققه الاعتصام الجنوبي المفتوح في أبين، نعم، حقق الاعتصام في أبين نجاحًا كبيرًا ومدهشًا وغير متوقع.
وهنا نقولها بملء الفم: إن العامل الأول في نجاح الاعتصام الجنوبي المفتوح في محافظة أبين هو بفعل الإرادة الوطنية التي نُسجت في أجساد أبناء أبين، وتسري في دم أورِدتهم، وتنبض بها قلوبهم، ويرضعونها في حليب أمهاتهم منذ الصغر. ففي الاعتصام أكد أبناء أبين السمو فوق الجراح، والسمو بحب الوطن فوق كل اعتبار.
أما العامل الثاني، من وجهة نظري ووجهة نظر آخرين كُثر، فهو وجود الأخ العزيز سمير الحييد على رأس قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، والذي كان لتعيينه رئيسًا للقيادة التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظة أبين الأثر الإيجابي الكبير في نجاح الاعتصام الجماهيري واستمرار التوافد والحشود الجماهيرية اليومية. ولعبت شخصية الحييد دورًا كبيرًا لا يُستهان به في تحسين صورة المجلس الانتقالي وتوسيع أطره التنظيمية على مستوى محافظة أبين بشكل عام، لما يتمتع به من كاريزما قيادية سياسية وإدارية واجتماعية، والاتزان والخبرة، ويتحلى بمصداقية أكسبته ثقة الناس واحترامهم.
تطلعات أبينية:
خلال مشاركتي في الاعتصام بزنجبار، حملتُ الكثير من تطلعات ورؤى المشاركين فيه، وهنا نوجز أهمها:
المطلب الأول: ثبات الفعل الثوري لخيارات الاعتصام الجنوبي المفتوح، كونها تمثل خيار الشعب وتطلعاته.
ثانيًا: التأكيد على الحوار الوطني الجنوبي الواسع والمفتوح.
ثالثًا: تعزيزًا لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، يرى المشاركون أن على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلاً بالرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، إصدار قرار العفو العام على جميع أبناء الجنوب المساجين غير المدانين بارتكاب جرائم قتل جنائية.
في الختام، نتمنى للجميع التوفيق، وأن يصلح الله حال البلاد والعباد، ودمتم في خير وعافية.