كتب /نائف زين ناصر:
استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة ليست حلمًا بعيدًا بل خيارًا استراتيجيًا ممكن التحقيق إذا ما استُثمرت العناصر المتاحة بحكمة وموضوعية فالجنوب اليوم يمتلك قوة عسكرية وأمنية منظمة عبر المجلس الانتقالي الجنوبي وإرادة شعبية واسعة تدعم المشروع الوطني وقدرة على إدارة محافظاته وتأمين حدوده. هذه القوة تمنح المشروع الأرضية الأساسية لضمان حماية الدولة المقبلة وعدم الانزلاق في صراعات قد تضعف أي خطوة نحو السيادة الكاملة.
لكن استعادة الدولة تتطلب توازنًا دقيقًا بين ثلاثة أركان أساسية القوة العسكرية لضمان الحماية وتنفيذ المشروع والشرعية الشعبية التي تمنح أي خطوة سياسية مصداقية داخلية وخارجية والدبلوماسية الذكية لضمان الاعتراف الدولي والتحالفات الإقليمية دون التفريط بالسيادة الوطنية وأي خلل في هذا التوازن قد يقود المشروع إلى مخاطر الانقسامات الداخلية أو التدخلات الخارجية أو فقدان الدعم الشعبي الذي يشكل الركيزة الحقيقية للنجاح.
لذلك فإن استراتيجية البناء المتدرج هي الحل الأمثل تأمين الأرض أولًا تعزيز المؤسسات المحلية توسيع قاعدة الدعم الشعبي ثم التحرك السياسي والدبلوماسي لتعزيز الاعتراف الدولي وحماية الدولة الوليدة. التقدم بهذا الشكل يجعل استعادة الدولة الجنوبية أمرًا واقعيًا ومرهونًا بحنكة القيادة واستثمار القوة والشرعية والدبلوماسية بطريقة متوازنة ليتمكن الجنوب من استعادة كامل سيادته الوطنية على أرضه بحدود ما قبل 1990م وضمان استقراره وقدرته على مواجهة أي تهديدات مستقبلية.