كتب / عوض آدم
في صيف عام 1994 شهدت المنطقة الجنوبية في عدن ومحافظات الجنوب محاولة شرسة لكسر إرادة شعبها وتطويعها تحت سيطرة قوى لم تكن تريد لها الخير. زحفت الجيوش والقبائل، مدفوعة بأطماع في الأرض والثروة، معتقدة أنها قادرة على قهر الجنوبيين واستباحة أرضهم. لكن الجنوبيين كانوا على موعد مع التاريخ، وكانوا أكثر إصرارًا على الحفاظ على هويتهم واستقلالهم.
في تلك الأيام العصيبة، لم يكن الجنوب مجرد أرض، بل كان رمزًا للكرامة والحرية. ولم يكن الشعب الجنوبي مجرد مواطنين، بل كانوا أصحاب حق في تقرير مصيرهم واستعادة سيادتهم. ولم يكن النضال الجنوبي مجرد حركة احتجاجية، بل كان ثورة شعبية ضد الظلم والاستبداد.
وفي مواجهة تلك المحاولات البائسة لكسر الجنوب، وُلد جيل جديد من الجنوبيين، جيلٌ لا ينكسر ولا يخضع، جيل يؤمن بحقه في الحياة الكريمة والاستقلال، ويعرف أن الحرية لا تُهدى ولا تُستجدى، بل تُكتسب بالعمل الدؤوب والنضال المستمر.
اليوم، وبعد مرور أكثر من ربع قرن على تلك الأحداث، لا يزال الجنوبيون أكثر إصرارًا على استعادة سيادتهم واستقلالهم. وما زالوا يقاومون كل محاولات التهميش والإقصاء، ويواصلون المطالبة بحقهم في تقرير مصيرهم.
وها هم اليوم يلبّون دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اعتصامٍ مفتوح يشمل كل محافظات الجنوب من عدن وحتى المهرة، في مشهد يجسد وحدة القرار الجنوبي وإصرارًا وعزيمة لا تلين، ويعكس إرادة شعب الجنوب في نيل استقلاله وسيادة كامل ترابه الوطني.
داعين المجتمع الدولي إلى احترام رغبتهم في استعادة أرضهم وسيادتهم.
إن الجنوب ليس مجرد أرض، بل هو رمز للكرامة والحرية. إنه شعب يؤمن بحقه في الحياة الكريمة والاستقلال. إنه جيل لا ينكسر ولا يخضع، جيل يدرك أن الحرية لا تُهدى ولا تُستجدى، بل تُنتزع بالنضال والعطاء المستمر.
فلنستمر في النضال، ولنواصل المقاومة، حتى نستعيد سيادتنا واستقلالنا، وحتى يتحقق حلمنا في الحياة الكريمة والحرية والاستقلال.