أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الجمعة، أن التفاوض بات ضرورة في ظل وصول المعارك إلى طريق مسدود، مشددًا على أن لبنان لا يحتمل حربًا جديدة في الظروف الراهنة، بينما يواجه "عدوًا يحتل جزءًا من أرضه ويستهدفه يوميًا"، على حد وصفه. وأضاف أن وجود أسرى لبنانيين لدى إسرائيل يشكل تحديًا إضافيًا لا يمكن التعامل معه إلا عبر المسار التفاوضي.
وجاءت تصريحات الرئيس خلال لقائه وفدًا من جمعية إعلاميون من أجل الحرية، حيث ناقش ملفات عدة، أبرزها الحرب مع إسرائيل، ترسيم الحدود، العلاقات مع سوريا، ودور الجيش.
وقال عون إن ما أدلى به الموفد الأمريكي توم باراك "مرفوض من جميع اللبنانيين"، داعيًا إلى عدم تضخيم تلك التصريحات. كما دافع عن مسار ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، مؤكدًا أن الحكومة الحالية لم تُجرِ أي تعديل على قواعد الترسيم التي وضعتها حكومة نجيب ميقاتي عام 2011، وأن اعتماد الخط 23 يستند إلى أسس قانونية واضحة، ولا يستوجب عرض الاتفاق أمام مجلس النواب.
وكشف الرئيس اللبناني عن إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي خلال زيارة البابا إلى بيروت، تتعلق بموافقة إسرائيل على وجود ممثل مدني ضمن لجنة "الميكانيزم" في الناقورة، موضحًا أنه اختار السفير سيمون كرم لهذه المهمة نظرًا لخبرته الواسعة في التفاوض.
وفي ملف العلاقات مع سوريا، اعتبر عون أن التطور "بطيء لكنه يسير في الاتجاه الصحيح"، مؤكدًا أن لبنان جاهز لترسيم الحدود فور اتخاذ دمشق القرار، وأن الخرائط الفرنسية الخاصة بالحدود سُلّمت رسميًا إلى بيروت، فيما سيُترك ملف مزارع شبعا للمرحلة الأخيرة نظرًا لتعقيداته.
المساعدات الأمريكية للجيش
أوضح عون أن هناك توجهًا واضحًا داخل الإدارة الأمريكية لدعم الجيش اللبناني، رغم الحملات المضادة التي تُشن ضده في واشنطن. وأكد أن مهام الجيش تتجاوز ملف سلاح حزب الله، وتشمل مكافحة المخدرات والإرهاب وحماية الحدود والداخل، مشيرًا إلى انتشار 25 ألف عسكري خلال زيارة البابا كدليل على حجم المسؤوليات.
وشدد الرئيس اللبناني على التزامه بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، نافيًا امتلاكه أي وثيقة مكتوبة تتعلق بتفاهمات مع حزب الله قبل انتخابه، مؤكداً: "فلينشروها إن كانت موجودة".
واختتم عون بالتأكيد على أن التفاوض ليس ضعفًا، بل "خيار تفرضه المصلحة الوطنية لتجنيب لبنان حربًا جديدة لا قدرة له على تحملها"، وأن المسار السياسي والعسكري يجب أن يبقى خاضعًا للعقلانية بعيدًا عن المزايدات.