أنتهت الجولة الثالثة من مفاوضات السلام بين أفغانستان وباكستان، التي استضافتها تركيا، دون التوصل إلى أي اتفاق، بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين حول مسؤولية التصعيد على الحدود، وسط غموض كامل حول تفاصيل المباحثات.
اتهامات متبادلة
حمّلت حكومة طالبان الأفغانية باكستان مسؤولية عرقلة الحوار، ووصفت نهج إسلام آباد بـ"غير المسؤول وغير المتعاون". وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد: "حاول الجانب الباكستاني إلقاء مسؤولية أمنه بالكامل على الحكومة الأفغانية، دون أي استعداد لتحمل مسؤولياته تجاه أفغانستان".
وفي المقابل، أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف استمرار وقف إطلاق النار، لكنه لمح إلى مسؤولية الجانب الأفغاني عن أي خرق محتمل، في حين شدد وزير الإعلام عطا الله تارار على حق باكستان في اتخاذ جميع الإجراءات لحماية سيادتها وأمن شعبها.
توترات حدودية متصاعدة
شهدت الأسابيع الماضية أعنف المواجهات بين الجيش الباكستاني وقوات طالبان الأفغانية منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021، وسط اتهامات متبادلة بدعم الجماعات المسلحة على طول الحدود. ورغم الروابط التاريخية والشعبية الوثيقة بين البلدين، أثارت الاشتباكات موجة من التوترات، ودفعت باكستان لتكثيف حملتها ضد المهاجرين الأفغان على أراضيها.
الوساطة التركية بلا نتائج
اجتمع ممثلو الدولتين في تركيا لمحاولة تثبيت هدنة اتفقوا عليها في 19 أكتوبر، إلا أن المفاوضات فشلت، مؤكدة استمرار حالة عدم الثقة بين الجارتين المتجاورتين، فيما يبقى مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة على المحك.