إلى أين تتجه بلادنا؟ سؤال أصبح يتردد على ألسنة الجميع من المواطن البسيط في الحقل والشارع إلى المثقف في مجلسه وإلى الموظف الذي ينتظر راتبًا لا يأتي وإلى المزارع الذي يزرع ولا يحصد
لا وحدة تحققت ولا فك ارتباط تم ولا شرعية حكمت بعدل ولا انتقالي نجح في إدارة الجنوب كما وعد أضاع الساسة البوصلة وتاهت البلاد في دهاليز الصراع والمصالح الضيقة الجنوب في متاهة والشمال في ضياع واليمنيون جميعًا بينهما عالقون في دوامة بلا نهاية
أين الزراعة التي كانت فخر اليمن أين القطن والبن والذرة والدخن والسمسم لم تعد الأرض تبتسم ولا الساقية تغني ولا العصافير تغرد غابت السيول وتعطلت قنوات الري وضاعت الجهود بين الفساد والإهمال فهجر المزارع أرضه وصارت المزارع خرائب تنتظر من يعيد إليها الحياة
لا كهرباء ولا ماء ولا رواتب ولا استقرار اقتصادي المواطن يئن تحت وطأة الغلاء والمسؤول يرقص على أنغام الفساد أموال تهدر ومساعدات تتبخر وقرارات لا ترى النور حتى الغذاء أصبح ناقصًا والدواء حلمًا بعيد المنال
تخبط في السياسات وصراع على المناصب واختلاف بين القيادات وصل حد الثمالة السياسية الكل يتحدث باسم الوطن لكن لا أحد يعمل من أجله بلادنا تستورد ما يتلف ويستغنى عنه في الخليج وتستورد الأزمات قبل السلع سيارات متهالكة ومعدات منتهية ومؤسسات تدار بعقلية من حضر قدر أو من حضر كفى
بلاد مفتوحة على مصراعيها أفارقة نازحون في اليمن واليمنيون نازحون في بلاد غيرهم حتى يهود اليمن الذين عاشوا في سلام قرونًا غادروا ولم يستطيعوا العيش في وطن لم يعد يحتضن أبناءه
ماذا يجري في اليمن بلاد كانت تعرف بالحكمة والإيمان صارت مسرحًا للفوضى والفساد والخذلان اختلط الحابل بالنابل ما تعرف صديقك من عدوك ومع ذلك لا يزال هناك أمل الأمل في وعي الناس وفي صوت المواطن الذي يرفض الاستسلام الأمل في المزارع الذي يعود لأرضه رغم الجفاف وفي الشاب الذي يتمسك بحلمه رغم القهر وفي المرأة اليمنية التي تصنع من اللاشيء حياة
رسالتي لقادة البلد إن لم تتوحدوا على مشروع وطني جامع فستتجاوزكم الأجيال القادمة كما تجاوزت الأمم من قبلكم الطغاة والأنانيين اليمن ليست أرضًا فقط بل قضية وكرامة وشعب يستحق أن يعيش بسلام
رسالتي للمزارع أرضك عرضك لا تفرط فيها مهما اشتدت الظروف ومهما كانت الإغراءات حسك تفرط فيها الزراعة ليست مهنة فحسب بل بقاء وهوية وكرامة ووطن
عبدالقادر السميطي
دلتا أبين
